[Mary Naeem]

كيف ينبغي للشباب أن يخوضوا عملية التعرف على شخص ما عاطفيًا مع حراسة قلوبهم

رحلة التعارف العاطفي مثيرة وحساسة في آنٍ واحد. إنها فترة اكتشاف وأمل وهشاشة. وأنت تنطلق في هذا الطريق، تذكر حكمة سفر الأمثال 4: 23: "احفظ قلبك قبل كل شيء، لأن كل ما تفعله ينبع منه".

ثبّتوا أنفسكم في الصلاة. اطلبوا إرشاد الله وحكمته وأنتم تستكشفون علاقة محتملة. اطلبوا منه أن يكشف لكم مشيئته وأن يحفظ قلوبكم من التعلقات غير الحكيمة. تذكروا أن علاقتكم الأساسية هي مع الرب. لا ينبغي لأي علاقة دنيوية أن تطغى على إخلاصكم له أو تحل محله.

عندما تتعرّف على شخص ما، تابع بقصد ووضوح. كن صادقاً بشأن نواياك وتوقعاتك. هل تبحث عن علاقة قد تؤدي إلى الزواج؟ أم أنكما ببساطة تستمتعان بالرفقة؟ يمكن أن يمنع التواصل الواضح سوء الفهم ويحمي كلا القلبين المعنيين.

خصص وقتًا للتعرف على شخصية الشخص الآخر بعمق. لاحظ كيف يعامل الآخرين، وكيف يتعامل مع الضغوط، وكيف يُمارس إيمانه. هل تتوافق أفعاله مع معتقداته المعلنة؟ كما قال يسوع: "من ثمارهم تعرفونهم" (متى 7: 16). ابحث عن دلائل على ثمار الروح القدس في حياته: المحبة، والفرح، والسلام، وطول الأناة، واللطف، والصلاح، والإيمان، والوداعة، وضبط النفس (غلاطية 5: 22-23).

احذر من الحميمية العاطفية المبكرة. مع أن مشاركة أفكارك ومشاعرك أمر طبيعي، إلا أنه من الضروري الحذر من كشف أعمق نقاط ضعفك بسرعة. يجب أن تتطور الحميمية العاطفية تدريجيًا، بالتوازي مع الالتزام. تذكر أن الثقة تُكتسب مع مرور الوقت.

اطلب الحكمة من المسيحيين الناضجين الذين يعرفونك جيدًا. يمكنهم تقديم رؤى قيّمة ومساعدتك على الحفاظ على منظورك. كما يقول سفر الأمثال ١٥: ٢٢: "الخطط تفشل من قلة المشورة، ولكن مع كثرة المستشارين تنجح".

انتبهي للحدود الجسدية. كما ناقشنا سابقًا، حافظي على النقاء في تفاعلاتك. يمكن للعلاقة الجسدية الحميمة الجسدية أن تخلق روابط عاطفية قوية، حتى عندما لا يكون هناك التزام عميق بعد. احرس قلبك بحماية جسدك.

حافظ على حياة كاملة خارج إطار العلاقة الناشئة. استمر في الاستثمار في صداقاتك وعلاقاتك العائلية وعملك أو دراستك واهتماماتك الشخصية. يساعد هذا في الحفاظ على منظور صحي ويمنع العلاقة من أن تصبح مستهلكة بالكامل.

قبل كل شيء، حافظ على هويتك متجذرة في المسيح. قيمتك وكمالُك ينبعان منه، وليس من أي علاقة عاطفية. وكما يذكرنا القديس بولس: "أنتم جميعًا أبناء الله بالإيمان في المسيح يسوع" (غلاطية ٣: ٢٦). ستساعدك هذه الحقيقة على التعامل مع علاقاتك من منطلق الأمان لا من منطلق الحاجة.

إذا لم تسر العلاقة كما هو مأمول، فتذكّر أن خيبة الأمل ليست هزيمة. ثِق بخطة الله لحياتك، عالمًا أنه يعمل كل شيء لخير الذين يحبونه (رومية ٨: ٢٨).

إن إدارة العلاقات العاطفية مع الحفاظ على القلب أمرٌ في غاية الأهمية. يتطلب الأمر حكمةً وفطنةً وتسليمًا مستمرًا لإرادة الله. عسى أن تجدوا الفرح في هذه الرحلة، مُثبّتين أعينكم دائمًا على المسيح، مُبدِئ إيماننا ومُكمِّله