عرض مشاركة واحدة
قديم اليوم, 10:07 AM   رقم المشاركة : ( 196345 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,321,996

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ،
وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ،
حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ [3].


يدعونا الروح المقدس أن نسبح الله كل أيام حياتنا. من علامات هذا التسبيح عدم الاتكال على الذراع البشري، مهما كان مركز الإنسان أو سلطانه أو إمكانياته، فإنه عاجز عن تقديم الخلاص لنفسه كما لمن هم حوله.
جاء بقية المزمور يوضح لماذا الله وحده دون الإنسان يستحق الاتكال عليه. يليق بنا ألا نتكل على ذراع بشر، حتى على الرؤساء، فإنهم عاجزون عن تحقيق خلاصهم، فكيف يخلِّصون الغير؟
* الآن خلال نوع من الضعف تدخل نفس الإنسان في ضيقٍ هنا، فتيأس من الله، وتختار الاعتماد على إنسانٍ.
إن قيل لإنسان ساقط في نوعٍ من الحزن: "يوجد إنسان عظيم يمكنك به أن تتحرر"، يبتسم ويفرح ويرتفع. لكن إن قيل له: "الله يحررك"، يصير في برودة لا يتكلم، بسبب اليأس.
عندما تنال وعدًا من إنسانٍ مائتٍ تفرح، فهل عندما تنال وعدًا من الخالد تحزن؟
إنك تنال وعدًا أن تتحرر من إنسانٍ يحتاج إلى التحرر معك، ومع ذلك تتهلل كما لمعونةٍ عظيمةٍ، وها أنت تنال وعدًا من المحرر (الإلهي) الذي لا يحتاج إلى من يحرره، ومع ذلك تيأس كما لو كان تافهًا!
ويل لمثل هذه الأفكار، فإنها تجول بعيدًا. حقًا في داخلها حزن وموت عظيم! إنه لن يترك عمله (الإنسان) مادام عمله لا يتركه.
القديس أغسطينوس
* "لا تتكلوا على الرؤساء". ما بالنا نترك إلهنا المشفق علينا، ونلقي رجاءنا على بشرٍ مثلنا مائتين، مع علمنا أننا بفقدهم نفقد حمايتهم أيضًا، فتضيع علينا مصالحنا، وربما يصيبنا أذى من أعدائهم بسبب انتسابنا إليهم. وما الذي يمنعنا من استدراك خطايانا، والعودة إلى صوابنا، ونلقي رجاءنا على إلهنا.
القديس يوحنا الذهبي الفم
* إن كنا قد تخلصنا من حماية والدينا، يلزمنا أيضًا ألا نحتاج إلى خدمات الرؤساء[7] الذين بكل شكرٍ يبتهجون بتقديمهم احتياجاتنا مجانًا. فإننا إذ نقتات بغناهم نتحرر من الاهتمام بإعداد الطعام، لكن ترعبنا لعنة النبي القائل: "ملعون الرجل الذي يتكل على الإنسان" (إر 5:17) و"لا تتكلوا على الرؤَساءِ" (مز 3:146).
الأب إبراهيم
* ما هو معنى: "لا خلاص عنده"؟ حتى خلاصهم ليس تحت سلطانهم، ولا يقدرون أن يدافعوا عن أنفسهم. إن ضربهم الموت، ففي الحقيقة يصيرون في سكون أكثر من الحجارة...
الآن ما يعنيه هو هذا: كيف يُمكن لمن هو عاجز عن الدفاع عن نفسه أن يسحب الآخرين (من الخطر)؟
لا يمكن ذلك بكل الطرق، فإن هذا الرجاء غير ثابت وغير سليم. هذا ما توضحه الطبيعة. لذلك فإن بولس في حديثه عن الرجاء في الله قال: "والرجاء لا يخزى" (رو 5: 5)، أما الأمور البشرية، فمن الجانب الآخر، أضعف من الظل. أقصد بذلك، لا تقل لي إن هذا حاكم، فإنه حتى الحاكم لا يزيد عن أن يكون غريبًا، يتعرض كغيره لعدم الثبات.
لا يمكن الاعتماد على إنسان أيًا كان مركزه أو قدرته أو إمكانياته. فمن جهة، هذه كلها غير دائمة. ومن جانب آخر، حتى الحاكم نفسه قد يتعرض للغدر والخيانة من الحراس أنفسهم، فإن كان يعجز عن حماية نفسه، فمن يحرسه؟ هل يستطيع أن ينقذ الآخرين؟ من جانب آخر، فإن كان هذا الحاكم نفسه سيموت ويتعرض للهلاك، فكم بالأكثر تكون وعوده واهية ومعرضة للدمار.
القديس يوحنا الذهبي الفم