
الكنيسة القائمة قوة كارزة :
إن حالة التلاميذ بعد القيامة هي أجمل صورة لقوة الكنيسة الكارزة . فأمامنا صورة القبر ةالأختام والحراس والكهنة الأشرار ومقابل ذلك مجموعة من أحد عشر رسولاً في موت الخوف داخل العلية ةالأبواب مغلقة . وفجأة قام المسيح من الأموات فانقلبت الصورة وأصبح أمامنا حراس وجنود صاروا كالأموات من الخوف ، ورؤساء الكهنة الأشرار صاروا في شدة الإضطراب - أما الرسل الضعفاء فقد صاروا في ملء الفرح والسلام ، إنها الكنيسة القائمة لا سيف لها ولا سلاح ولكنها مرعبة كجيش بألوية ( نش 6 : 4 ) أمام دولة الرومان وجبروت اليهود . إنها الكنيسة الكارزة بالفرح والشجاعة والسلام التي صارت الدولة واليهود أمامها في خوف عظيم ...
فالخوف انتقل من الكنيسة القائمة الكارزة باسم يسوع الناصري المصلوب ، واستقر في العالم المغلوب والدولة المرعوبة . وسفر الأعمال يحدثنا مرارًا وتكرارًا عن الفرح والقوة والشجاعة التي ملأت قلب التلاميذ البسطاء في العلم والعدد العزّل من السلاح إلا سلاح قوة القيامة " يأكلون الطعام بابتهاج وبساطة قلب " ( أع 2 : 46 ).
والأعجب من كل هذا أن الشاب الذي رجم اسطفانوس صار يخدم معهم وهم يتعجبون قائلين " إن الذي كان يضطهدنا قبلاً يبشر الآن بالإيمان الذي كان قبلاً يتلفه " (غل 1 : 23 ).