
إن الذي يكرز لابد أن يكون شاهدًا للقيامة .
لأن من شك في القيامة كيف يؤكد أن الذي وضع في القبر قد قام والأبواب مغلقة ، وكيف يكرز للخاطئ بقدرة الرب على إقامته من السقوط ، وكيف يكرز للمقيد بالحرية ...
لذلك كان لابد أن تمر الكرازة بمرحلتين : الأولى ما قبل يوم الخمسين وفيها ركزّ الرب على إقامة التلاميذ لكي يكون لهم القدرة على الكرازة بمن أقامهم . والمرحلة الثانية هي فيما بعد يوم الخمسين .
إن الذي ذاق قوة القيامة من توبة ومعمودية وشركة مقدسة مع المسيح بالروح القدس هو مسئول في الدرجة الأولى عن الكرازة . لأن الرسل بعد أن ذاقوا القيامة الأولى كرزوا بها ، والعكس فإن الذي لم يذق قوة القيامة الأولى فإنه يعتبر كاذبًا عندما يكرز بما لم يختبره في حياته ... لذلك كان الشرط الأول لأختيار متياس الرسول بدلاً عن يهوذا الأسخريوطي " ... يصير واحد منهم شاهدًا معنا بقيامته ... " ( أع 1 : 22 ، 25 ) ومن أجل ذلك أيضًا مكث الرب مع التلاميذ أربعين يومًا ، وجاء مرة لتوما خصيصًا لكي يشاهدوا القيامة وينزع منهم آثار الموت من شك وخوف وجبن . وعندما دبت القيامة في حياتهم صار بطرس شجاعًا ، وتوما مؤمنًا ، وبقية الرسل فرحين . حل الروح عليهم يوم الخمسين وصاروا قوة كارزة للعالم كله .