عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 12:42 PM   رقم المشاركة : ( 196174 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,321,570

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ضرب عزريا بالبرص

5 وَضَرَبَ الرَّبُّ الْمَلِكَ فَكَانَ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ الْمَرَضِ، وَكَانَ يُوثَامُ ابْنُ الْمَلِكِ عَلَى الْبَيْتِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ الأَرْضِ. 6 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عَزَرْيَا وَكُلُّ مَا عَمِلَ، أَمَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ الأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا؟

وَضَرَبَ الرَّبُّ الْمَلِكَ،
فَكَانَ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ،
وَأَقَامَ فِي بَيْتِ الْمَرَضِ.
وَكَانَ يُوثَامُ ابْنُ الْمَلِكِ عَلَى الْبَيْتِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ الأَرْضِ. [5]
تشامخ عزريا بنجاحه ونصرته على أدوم، فدخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور، وقاومه الكهنة، وحنق عزريا، فخرج وإذا بالبرص في جبهته.
غالبًا ما أقام في بيت خصوصي لكونه أبرص ولا يقدر أن يخالط الشعب (لا 13: 46)، وكان ذلك في السنة السابعة والثلاثين من مُلْكِه، وبقى في بيت المرض 15 سنة.
ملك يوثام مع أبيه عزريا لمدة عشر سنوات، ربما لأن الأب كان قد شاخ جدًا وشعر بالحاجة إلى من يساعده، أو لأنه كان مريضًا (مُصابًا بالبرص) أو لتدريب ابنه على العمل الملوكي وقيادة الدولة.
سبق أن رأينا أن هذه العادة كان يمارسها كثير من الملوك. فقد شارك يهوشافاط أباه آسا، ويهورام أباه يهوشافاط، ويوثام أباه عزريا، ويربعام أباه يهوآش، ومنسى أباه حزقيا. وفي دراستنا لسفر دانيال رأينا أن بيلشاصر شارك أباه نابونيدس في الحكم[1].
بعد ذلك ملك آحاز حفيده الذي كان شريرًا وضعيفًا. أعطى ملك أشور الخزائن التي كان قد جمعها جده، وصار عبدًا لملك أشور، هكذا زال المجد العالمي.
يعرف عدو الخير أن ينصب الشباك المهلكة على كل فئة من البشر بما يجتذبهم. فلا يهدأ عن وضع الفخاخ للأطفال الصغار كما للصبيان والشباب والرجال والنساء، وللكهنة والملوك والعظماء. فالعدو له خبرته عبْر هذه الآلاف من السنين لاصطياد كل إنسانٍ ما أمكن. أما الحذر من فخاخه، فيتطلب الاختفاء في مُخَلِّص العالم، وتسليم روحه القدوس قيادة كل من النفس والجسد، فالروح القدس هو واهب الحكمة ومعطي القوة والقدرة على تحويل الفخاخ لنصرتنا وتكليلنا.
بالنسبة للقادة بوجه عام، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين أو رجال دين أو أصحاب مراكز قيادة في المجتمع أو الكنيسة، فإن أخطر ضربة تصيبهم هي اعتزاز الإنسان بذاته، وإساءة استغلال عمل الله معه فيتعدّى حدوده.
ضربة عدو الخير للقادة هي السقوط في صغر النفس وما يتبع ذلك من الشعور بالفشل والعجز عن تحقيق رسالته واليأس، مما يجعلهم يحاولون الهروب من العمل. هؤلاء يليق بهم أن يسمعوا الصوت الإلهي: "لا تقل إني ولد" (إر 1: 7)، فيعملوا كأناس الله، بروح القوة لا الفشل.
وإن فشلت هذه الفخاخ ينصب عدو الخير لهم فخاخًا مضادة، وهي الاعتداد بسلطانه وإمكانياته وخبراته وحكمته البشرية ودراساته في تشامخ وعجرفة، معطيًا لله القفا لا الوجه، عوض أن يُسَلِّمَ كل هذه الإمكانيات في يد الله ليُقدِّسها وينميها، فتتحول حياته إلى تسبحة مُفرِحة شاكرة لواهب العطايا. عمل العدو بهذه الفخاخ هو المبالغة، فلا يدرك القائد حدوده، بل يرتئي فوق ما يرتئي كقول الرسول بولس (رو 12: 3). يليق بالقائد أن يدرك أن ما وُهب من سلطان مدني أو عسكري أو ديني، إنما هو عطية من الله، فيمارس سلطانه بروح التواضع مع القوة في الرب.
لقد أدرك داود النبي والملك أن الله يقيم شعبه عجبًا، إذ يُقدِّم لهم إمكانيات على مستوى عجيب وفائق، فيعتز كل مؤمنٍ بما ناله ويناله من يديّ إلهه، لكنه يلتزم بروح التواضع كسيده. لهذا يُرَنِّم، قائلاً: "يا رب لم يرتفع قلبي، ولم تستعلِ عيناي، ولم أسلك في العظائم ولا في عجائب فوقي" (مز 131: 1).
يُقدِّم لنا الكتاب الكثير من الأمثلة لقادة أساءوا استخدام سلطانهم أو تعدُّوا حدوده. نذكر على سبيل المثال:
1. اغتصاب قورح وداثان وأبيرام وجماعتهم العمل الكهنوتي، فانشقت الأرض وابتلعتهم (عد 16: 31-32).
2. شاول الملك الذي لما لم يأتِ صموئيل النبي إلى الجلجال، أصعد المحرقة (1 صم 13: 9). ولعله استغل تأخير صموئيل لكي يغتصب الحقوق الكهنوتية الدينية بجانب سلطانه كملكٍ، ففقد هو وأسرته السلطان الملوكي.
3. ما فعله هنا عزيا (عزريا)، فأُبتلي بالبرص، وفقد مركزه كملكٍ.
v يُعلِّمنا الكتاب المقدس – كما أظن – إنه إذ يرفع الإنسان نفسه بعجرفةٍ ينتهي بسقوطه أسفل الأرض! لهذا فليس بدون سبب تُعرَّف الكبرياء أنها صعود إلى أسفل.
v إن كان الذين يرفعون أنفسهم فوق الآخرين بطريقة ما ينحطون إلى أسفل، إذ فتحت الأرض هوتها لتبتلعهم، فإنه ليس لأحد أن يناقش تعريف الكبرياء أنه سقوط دنيء.
القديس غريغوريوس أسقف نيصص
v الآن نسألكم نحن جميعًا أن يلتزم كل أحد برتبته التي عُيِّنَ لها، ولا يتخطى حدوده اللائقة، فإنها (الرتب) ليست لنا بل لله. يقول الرب: [الذي يسمع منكم يسمع مني، (والذي يسمع مني، يسمع من الذي أرسلني)، والذي يرذلكم يرذلني، والذي يرذلني يرذل الذي أرسلني] (لو 10: 16؛ مت 10: 40؛ يو 13: 20).
قوانين الرسل القديسين
v "وأما من افتخر فليفتخر بالرب" (2 كو 10: 17؛ راجع إر 9: 24). من لا يفتخر بالصليب، يكون غبيًا تمامًا ومخالفًا للناموس (المسيحي). من لا يفتخر بالإيمان، يكون أكثر بؤسًا من الجميع. من لا يفتخر ويتكلم علانية عن هذه الأمور، يكون في طريق الدمار. لهذا كان الرسول واثقًا بما فيه الكفاية، ليقول: "وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح" (غل 6: 14). وبطريقةٍ مماثلةٍ: [لا يفتخر الغني بثروته، ولا الحكيم بحكمته، وإنما ليفتخر بفهمه ومعرفته للرب] (راجع إر 9: 23-24).
الآن، رفضه للتشامخ وبغضه للمظاهر الطنانة، وتجنُّبه لهذا وبغضه لها، إنجاز ليس بقليل. إنه الأمان القوي للغاية للفضيلة، والحماية العظيمة للتواضع.
القديس يوحنا الذهبي الفم