عرض مشاركة واحدة
قديم 10 - 05 - 2025, 05:06 PM   رقم المشاركة : ( 196088 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,321,638

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


هزيمته أمام يوآش

8 حِينَئِذٍ أَرْسَلَ أَمَصْيَا رُسُلًا إِلَى يَهُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ بْنِ يَاهُو مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلًا: «هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً». 9 فَأَرْسَلَ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَمَصْيَا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلًا: «اَلْعَوْسَجُ الَّذِي فِي لُبْنَانَ أَرْسَلَ إِلَى الأَرْزِ الَّذِي فِي لُبْنَانَ يَقُولُ: أَعْطِ ابْنَتَكَ لابْنِي امْرَأَةً. فَعَبَرَ حَيَوَانٌ بَرِّيٌّ كَانَ فِي لُبْنَانَ وَدَاسَ الْعَوْسَجَ. 10 إِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ أَدُومَ فَرَفَعَكَ قَلْبُكَ. تَمَجَّدْ وَأَقِمْ فِي بَيْتِكَ. وَلِمَاذَا تَهْجُمُ عَلَى الشَّرِّ فَتَسْقُطَ أَنْتَ وَيَهُوذَا مَعَكَ؟». 11 فَلَمْ يَسْمَعْ أَمَصْيَا، فَصَعِدَ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَتَرَاءَيَا مُواجَهَةً، هُوَ وَأَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا فِي بَيْتِ شَمْسٍ الَّتِي لِيَهُوذَا. 12 فَانْهَزَمَ يَهُوذَا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. 13 وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا ابْنُ يَهُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا فَأَمْسَكَهُ يَهُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ شَمْسٍ، وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَهَدَمَ سُورَ أُورُشَلِيمَ مِنْ بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ الزَّاوِيَةِ، أَرْبَعَ مِئَةِ ذِرَاعٍ. 14 وَأَخَذَ كُلَّ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَجَمِيعَ الآنِيَةِ الْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ الرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ الْمَلِكِ وَالرُّهَنَاءَ وَرَجَعَ إِلَى السَّامِرَةِ.

حِينَئِذٍ أَرْسَلَ أَمَصْيَا رُسُلاً إِلَى يَهُوآشَ بْنِ يهوآحاز بْنِ يَاهُو مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً:
هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً. [8]
"هلمَّ نتراء مواجهة"، تعبير يشير إلى الدعوة للدخول معًا في معركة كما يظهر من [11-12].
يبدو أن هناك أكثر من عامل دفعه أن يطلب الدخول في مواجهة عسكرية مع ملك إسرائيل. العامل الأول أن أمصيا كان قد استأجر بعض جباري البائس من إسرائيل لمساندة جيشه ضد أدوم. وإذ حذَّره رجل الله منهم، لأن الله تخلَّى عن إسرائيل، ردهم إلى أماكنهم. اغتاظوا للموقف، فقاموا باقتحام بعض مدن يهوذا (2 أي 25: 13). أما العامل الثاني فهو أن أمصيا بنصرته على أدوم تشامخ وتكبَّر، مع أنه بعد أن انتصر عليهم سجد لآلهتهم وأوقد لهم (2 أي 25: 4).
بالرجوع لسفر أخبار الأيام الثاني (2 أخ 25: 13) نجد أن إسرائيل اقتحمت عدة مدن، ويبدو أن أمصيا أراد استردادها، فرفض ملك إسرائيل. طلب ملك يهوذا أمصيا الحرب وكان كل من ملك يهوذا وملك إسرائيل متشامخين، فهذا قد ضرب أدوم قبلها، وذاك قد ضرب أرام قبل ذلك.
كان يليق بأمصيا أن ينصت إلى قول الحكيم: "قبل الكسر الكبرياء، وقبل السقوط تشامخ الروح" (أم 16: 18)، وأيضًا قوله: "كمُمسِكٍ أذنيّ كلب، هكذا من يعبُر ويتعرض لمشاجرة لا تعنيه" (أم 26: 17). فقد سقط أمصيا في الكبرياء، كما في إثارة معركة مع أخيه ملك إسرائيل كان في غِنَى عنها.
v سُئِل أنبا مقار: "أيما أعظم الفضائل؟" فأجاب: "إن كانت الكبرياء هي أشرّ الرذائل كلها حتى أنها طرحت طائفةً من الملائكة من علو السماء، فبلا شك يكون التواضع هو أعظم الفضائل كلها لأنه قادر أن يَرفعَ المتمسِّك به من الأعماق إلى السماء ولو كان خاطئًا. ولذلك أعطى الرب الطوبى للمساكين بالروح."
v قال أنبا إيسيذورس: "إذا صُمتَ بانتظام فلا تنتفخ بالكبرياء، ولكن إذا ارتفعتَ بفكرك بسبب ذلك، فمن الأفضل لك أن تأكل لحمًا، لأنه خيرٌ للإنسان أن يأكل لحمًا من أن ينتفخ بالكبرياء ويُمجِّد نفسه".
vقال القديس بفنوتيوس: "عندما يغمر الكبرياء إنسانًا، ويتباهى بجمال أحاديثه، وينسب هذا الجمال أو فيض معرفته ليس لله بل لنسكياته أو معرفته الخاصة به؛ حينئذٍ يُبعِد الله عنه ملاك العناية الإلهية. وعندما يُبعَد هذا الملاك يُبتلَى الإنسان من العدو، ويتباهى بقدرته الطبيعية، ثم يسقط في النجاسة بسبب إعجابه بنفسه المملوءة بالكبرياء. وهكذا تُنزَع منه حكمته، وحينئذٍ فإن كلامه لا يؤهِّله للثقة فيه. ففي الحقيقة إنّ الأتقياء يهربون من التعاليم الخارجة من فم مثل هذا الإنسان وكأنه ينبوع للطفيليات."
v قال الأب إيليا: "ماذا يمكن أن تفعله الخطية حيث توجد توبة؟ وما هي منفعة المحبة حيث يوجد كبرياء؟!"
vسُئِل أنبا لنجينوس: "ما هي أعظم الفضائل كلها أيها الأب؟" فقال الشيخ: "أعتقد كما أن الكبرياء هي أسوأ الشرور كلها، حتى طرحت البعض من السماء ذاتها؛ هكذا التواضع بالتأكيد أعظم الفضائل، لأنه يستطيع أن يرفع الإنسان من الهاوية ذاتها، رغم أنّ الخاطئ نفسه يكون قد صار مثل الشيطان، وأيضًا طوَّب الرب المساكين بالروح قبل جميع المطوَّبين الآخرين."
v قالت الأم ثيئودورا: "على المُعلِّم أن يكون غريبًا عن شهوة التسلُّط والمجد الباطل والكبرياء، ولا يجب أن يخدعه أحدٌ بالتملُّق ولا أن يُعميه بالهدايا، ولا أن يتغلّب عليه بواسطة شهوة البطن، ولا أن يتسلّط عليه بالغضب. بل عليه أن يكون صبورًا لطيفًا متواضعًا بقدر ما يستطيع، ويجب أن يختبر بدون عصبية أو تحزُّب، وأن يكون مملوءًا بمحبة النفوس والاهتمام بها."
فردوس الآباء
v فلنهرب من المجد الباطل والكبرياء، ولنذكر كل حين كرامة ومجد العالم العتيد. وكما أظن، فإن المجد الباطل يتغلّب على معرفة الله، لأنّ الذي يسقط في هذا الوجع الخبيث يكون غريبًا عن السلام قاسي القلب، وهو يقاتل القديسين.
الأنبا إشعياء
v “كيف نهبط إلى التواضع الملائم بالتخلّي عن عجرفة الكبرياء المُهلِكة؟ ذلك إذا مارسناه (أو تدرّبنا عليه) بدون توقف، وإذا تحققنا أنّ لا شيء مضرّ لنا جدًا مثل الكبرياء. فالنفس تصير مشابهة لما تنشغل به (أو تكرِّس نفسها له)، وهي تلتزم بما تفعله، وتتبنّى المواقف المناسبة.
القديس غريغوريوس الثيؤلوغوس
v الذين يعترفون بخزيهم يدوسون الشيطان تحت أقدامهم. وكما يقول الآباء القديسون: إذا هبط التواضع حتى الجحيم يرتفع إلى السماء، وإذا ارتفعت الكبرياء إلى السماء تهبط إلى الجحيم.
القديس زوسيما
العجيب أن أمصيا تجاهل عمل الله معه بمجرد نواله النصرة، فلم يسقط في الكبرياء فحسب، بل وأُعجب بالأصنام التي عجزت عن الدفاع عن عابديها وسجد لها. لقد دفع أمصيا وكل مملكته ثمنًا للعناد والتشامخ وتَرْك الله الحيّ، والثقة في عبادة الأوثان أو الآلهة الغريبة (2 أي 25: 14-16، 19).
يُحذِّر الحكيم من السقوط في عبادة الأصنام وممارسة رجاساتها، إذ يربط عبادة الأوثان بالزنا، قائلاً: [إن فكرة صناعة الأصنام هي أصلُ الزنا، واختراعها فساد للحياة] (حك 14: 12). أما سرّ ارتباط العبادة الوثنية بالزنا، فهو أن علاقة المؤمنين بالله كعلاقة العروس بعريسها، فإن أعطوا ظهورهم له ليرتبطوا بآلهة وثنية، يكونوا قد سقطوا في خيانة زوجية. لذلك قيل عن إسرائيل الخائنة: "أين كتاب طلاق أمكم؟" (إش 50: 1)، كما قيل: "احترز من أن تقطع عهدًا مع سكان الأرض، فيزنون وراء آلهتهم، ويذبحون لآلهتهم، فتُدعى وتأكل من ذبيحتهم، وتأخذ من بناتهم لبنيك. فتزني بناتهم وراء آلهتهن، ويجعلن بنيك يزنون وراء آلهتهن" (خر 15:34-16).
أصل الوثنية هو فساد فكر الإنسان والخيانة لله الخالق، والذي يُحسَب زنا للنفس التي تتخلى عن اتحادها بخالقها لترتبط بأوثانٍ ملعونة.
v اكتشفت (عبادة الأصنام) بين البشر لا لسبب سوى وجود الشهوات بين الذين تخيلوها.
v إذ اختبرت النفس البشرية شتى الملذات، وتناست الإلهيات، وسُرت بالأكثر بملذات الجسد التي وضعتها نصب عينيها، ولم تحفل بشيءٍ سوى بالأشياء الحاضرة والتأمل فيها، لم تعد تفكر أنه يوجد خير سوى الأشياء الوقتية والجسدية. لذلك فإنها، وقد تحولت وتناست أنها كانت على صورة الله الصالح، لم تعد بالقوة التي بها ترى الله الكلمة الذي خُلقت على مثاله. لكنها إذ ابتعدت عن نفسها، صارت تتوهم وتتخيل ما ليس له وجود.
v إذ فقد أناس العصر السابق عقولهم، وغرقوا في الشهوات وأوهام الأشياء الجسدية، ونسوا معرفة الله ومجده لبلادة عقولهم، أو بالأحرى لانعدام عقولهم، فإنهم جعلوا لأنفسهم آلهة من الأشياء المنظورة، ممجدين المخلوق دون الخالق الإله، ومؤلهين المصنوعات دون السيد علتها وخالقها].
البابا أثناسيوس الرسولي
v من يخدم آلهة باطلة هو دون شك زانٍ من وراء الحق، لأن كل بطلان هو زنا. هكذا يغطس في الزنا.
العلامة ترتليان
v سعيدة هي راحيل التي اخفت أصنام الأمم الباطلة، وأعلنت أن صورهم مملوءة عدم طهارة. ولا يعتقد أحد أنها قد أساءت إلى تكريم والدها ووقارها له كأبٍ، لأنها جلست بينما كان هو واقفًا (تك 35:31). إذ مكتوب: "من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني" (مت 37:10).
المرأة التي تزني لا تلتصق برجلها، لا تكون جسدًا واحدًا معه (1 كو15:6-16)، بل تعزل نفسها وتفصل نفسها عنه بزناها. هكذا كل نفسٍ لا تلتصق بالله بل تسلك في الزنا بخضوعها لعبادة الأصنام الباطلة تنفصل عن الرب بدنس المقدسات المُفجع، بينما كان يلزم أن تلتصق به. ومن يعتزل الرب يهلك.
القديس أمبروسيوس