البابا شنودة الثالث
كثيرون يهمهم المقياس الطولى في الصوم مثلا، وفي الصلاة
وعدد المزامير، وفي المطانيات، دون أن يهتموا بالعمق في العبادة.
وقد يصوم الإنسان أربعين يوما أو خمسة وخمسين،
وربما يشتد على نفسه من جهة الطعام.
ولكن بغير عمق في العمل الروحي، في الانتصار على النفس،
في ضبط الإرادة والحواس، الفكر أثناء الصوم.
وكأن الصوم مظهر خارجى، وفي الداخل في الأعماق، لا شيء على الاطلاق.
ويخرج من الصوم بنفس الطباع والأخطاء. أما الذي يصوم بعمق
روحى، وتصوم نفسه مع جسده ويصحب صومة بانسحاق القلب
والتوبة والخشوع والتدرايب الروحية، فهذا يأتى بثمر كثير.
كذلك المطانيات، في عمقها لا في عددها.
إنسان تلصق بالتراب نفسه، ليست مجرد رأسة تنحنى،
دون أن تنحنى كبرياؤه من الداخل.