عرض مشاركة واحدة
قديم 06 - 05 - 2025, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 195538 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,322,106

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف كان الزواج في العصور التوراتية

في الفترة البطريركية في العهد القديم، كان يُنظر إلى الزواج في المقام الأول على أنه وسيلة لاستمرار سلالة العائلة وتأمين الميراث. وغالبًا ما كان يتم ترتيبه من قبل العائلات، مع اعتبارات الانتماءات القبلية والعشائرية التي لعبت دورًا رئيسيًا. ورغم أن ممارسة تعدد الزوجات لم تكن مثالية، إلا أنها كانت مقبولة بين الأثرياء والأقوياء، كما نرى في حياة شخصيات مثل إبراهيم ويعقوب وداود.


بينما ننتقل عبر الأسفار التاريخية للكتاب المقدس، نرى تحولًا تدريجيًا نحو الزواج الأحادي كشكل مفضل للزواج. هذا التحول واضح بشكل خاص في أدب الحكمة والأسفار النبوية، حيث يصبح المثل الأعلى لرجل واحد وامرأة واحدة في علاقة ملتزمة أكثر بروزًا.

في زمن العهد الجديد، وبتأثير من التقاليد اليهودية والشريعة الرومانية على حد سواء، أصبح الزواج أحادي الزواج في المقام الأول. ورفعت تعاليم يسوع والرسل من مكانة الزواج، مؤكدين على الحب المتبادل والاحترام والإخلاص.

في العصور التوراتية، لم يكن الزواج في الكتاب المقدس مجرد علاقة خاصة بين فردين، بل كان عهدًا يشمل عائلات ومجتمعات بأكملها. تطور مفهوم الزواج كسرّ ديني، كما نفهمه اليوم، تدريجيًا مع مرور الوقت.

من الرائع من الناحية النفسية أن نتأمل كيف شكلت ممارسات الزواج القديمة هذه رفاهية الفرد والمجتمع. في حين أن الزيجات المدبرة قد تبدو غريبة على حساسياتنا الحديثة، إلا أنها غالبًا ما كانت توفر الاستقرار والدعم المجتمعي. ولكن يجب أن نعترف أيضًا أن هذه الممارسات أدت في بعض الأحيان إلى عدم المساواة والمشقة، خاصة بالنسبة للنساء.

من الناحية التاريخية، نرى أن الزواج في العصور التوراتية كان متشابكًا بعمق مع الهياكل الاقتصادية والاجتماعية. فغالبًا ما كان يُنظر إلى المرأة على أنها ملكية، تنتقل من الأب إلى الزوج. وكانت ممارسة الزواج من أرملة الأخ، حيث كان الرجل ملزمًا بالزواج من أرملة أخيه، تهدف إلى حماية المرأة في مجتمع كانت حقوقها فيه محدودة.

على الرغم من هذه الاختلافات الثقافية، نجد في الكتاب المقدس خيطًا ثابتًا يؤكد على الطبيعة المقدسة للزواج. من رواية الخلق في سفر التكوين إلى تعاليم بولس، يُصوَّر الزواج كمؤسسة إلهية تعكس محبة الله الميثاق لشعبه.