فيا بنات حواء الجديدة ، أنسوا أنكم بنات حواء زوجة آدم القديمة ، فاليوم لأنكم آمنتم بالمسيح الرب واعتمدتم على اسمه ودخلتُم في طريق التوبة ، فلم ولن تعودوا أبناء حواء القديمة التي لم تحفظ وصية الله وأغوتها الحية بثمرة المعصية وأغرت آدم زوجها وسقطت وكان سقوطها عظيماً ، بل صرتم بنات حواء الجديدة التي قدمت طاعتها لله باتضاع عظيم في سر التقوى فصارت عن حق أماً للبشرية الجديدة في المسيح يسوع !!!
وبذلك استسلمت بالتزام كُلي لمشيئة الله وحضوره الغير مفحوص بل ولم تسعى لفحصه أو تطلب أن ترى ، فاحتضنها روح الله على الفور حتى نبتت كلمة الله في جسدها ، واستمرت مريم العذراء كل حين تعيش بصمت الإيمان الحي وملء قوته في المحبة الصادقة من كل قلبها في طاعة منقطعة النظير ، من يوم البشارة ليوم انتقالها لحبيبها وإلهها وملكها وابنها وعريسها يسوع ، وكانت تحفظ كل هذه الأمور وتتأملها في قلبها (لوقا2: 19) ...
أما إيمان مريم فقد ذهب إلى النهاية حتى الموت . فقد وقفت عند الصليب ترى وتنظر وتتأمل في [ الذي طعنوه ] أمام أعينها بصمت ، فهي عالمة أن هذه ساعته وقبلتها وحفظتها من يوم ميلاده [ سيجوز في نفسك سيف ] ، واستسلمت كُلياً لكلمة الله بما يفوق بكثير جداً مما طُلب من الأنبياء أنفسهم على مر تاريخ شعب الله ، فقد فاقت رئيس الأنبياء ورئيسهم موسى أحلم من كان على وجه الأرض ، فهي صارت أحلم منه وأعظم على الإطلاق !!!
من هذا يتضح لنا أن القديسة العذراء مريم صخرة إيمان حي لم يهتز بابنها المحبوب وليس بحاجة للسعي لعلامات ظاهرة أو بحث عن المسيح ، لأنها كانت تحفظ كلامه وبكل تأكيد حفظت كلمته جيداً الذي قالها [ في اليوم الثالث يقوم ] ....
____مابين البشارة وحلول الروح القدس في العنصرة_____