عرض مشاركة واحدة
قديم يوم أمس, 12:25 PM   رقم المشاركة : ( 194470 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,316,924

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ، وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ.
فَقَالَ لَهُ أليشع: مِنْ أَيْنَ يَا جِيحَزِي؟
فَقَالَ: لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ. [25]
كما كذب جيحزي على نعمان، كذب أيضًا على أليشع النبي.
السلوك الشرير غالبًا ما يُسقِطنا في الكلام بالكذب كتغطية للشر. هذا ما حدث مع جيحزي الذي جرى وراء نعمان السرياني يطلب فضة وثيابًا، وعندما سأله أليشع النبي أنكر [25]، ولم ينطق بالحق. حقًا "إن من يسلك بالاستقامة يسلك بالأمان" (أم 10: 9).
أسكرت محبة المال جيحزي، ففقد عقله. لقد نسى كيف وهب الله مُعلِّمه معرفة الأمور المخفية، الأمر الذي أثار ملك أرام. ظن جيحزي أنه قادر أن يُخفي شيئًا عن مُعلِّمه، الأمر الذي لم يكن ملك أرام قادرًا عليه.
v جيحزي الجاهل، إما أنه نسى من هو مُعلِّمه، أو سَكَرَ بمحبة الذهب، وفقد عقله.
يا جيحزي، ماذا يُخفَى عن أليشع؟ ومتى لم يتطلع إلى الخفايا فيراها؟
أي سرّ اختفى يومًا ما عن أليشع، حتى تخفي فضتك عنه، فلا يدري بها؟
تحجب الشهوة وجه النفس وتغطيه مثل ستارٍ، وتُغَطِّيها لئلا ترى العمل الشرير.
لو أن ضمير المرء يدينه قبل أن يخطئ، لأظهر له أن خطيئته بغيضة، فما كان يخطئ.
لكن إن تحركت الشهوة وركضت إلى العملٍ، تُبطل الشهوة حُكم الضمير اللائق.
خطفت شهوة الفضة جيحزي، ولم يفهم أن لمُعلِّمه عينًا خفية ترى الأسرار.
القديس مار يعقوب السروجي
يرى القديس مار أفرام السرياني أن أليشع حاول أن يعطي تلميذه فرصة لمراجعة نفسه والرجوع إلى الله، لكن جيحزي حاول أن يخفي طمعه الذي كان يحتل أعماق قلبه، غير أن فمه خانه.

v كان جيحزي إنسانًا طمَّاعًا في أعماق قلبه. لقد تظاهر أنه يجحد طمعه الخفي، غير أن خيانة فمه كشفت ما كانت نفسه تحاول إخفاءه.
القديس مار أفرام السرياني
v لم يكن بطرس حاضرًا مع حنانيا وسفيرة حين باعا ممتلكاتهما، لكنه كان حاضرًا بالروح، إذ يقول: "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟" (أع 5: 3) لم يكن بينهما، ولا شاهدهما، لكنه عرف ما قد حدث. "أليس وهو باقٍ كان يبقى لك. ولما بيع ألم يكن في سلطانك. فما بالك وضعت في قلبك هذا الأمر؟!" (أع 5: 4) بطرس عديم العلم (أع 4: 13) عرف خلال نعمة الروح القدس ما لم يعرفه حكماء اليونان.

كذلك أيضًا أليشع حين شفى برص نعمان مجانًا أخذ جيحزي المكافأة، أخذ مكافأة عمل آخر. أخذ المال من نعمان، وأخفاه في الظلام، لكن الظلام غير مُخفَيٍ عن القديسين (مز 139: 12). فلما أتى سأله أليشع، وقال له كما قال بطرس: "قولي لي، أبهذا المقدار بعتما الحقل؟!" هكذا تساءل أليشع: من أين أتيت يا جيحزي؟ لم يسأله عن جهل، لكنه في أسفٍ يسأله: [من أين أتيت؟] [25]، من الظلام أتيت، وإلى الظلام تذهب. لقد بعت شفاء الأبرص، يكون البرص ميراثك. كأن أليشع يقول إنني نفذت أمر القائل: "مجانًا أخذتم، مجانًا أعطوا" (مت 10: 8)، لكن أنت بعت هذه النعمة (المجانية).
يقول أليشع: [ألم يذهب قلبي معك؟] [26] لقد كنتُ هنا محصورًا بالجسد، لكن الروح الذي أعطاني الرب رأى الأمور البعيدة، وكشف لي بوضوح ما كان يحدث في موضع آخر.
انظروا كيف أن الروح القدس ليس فقط ينزع الجهل، بل ويهب المعرفة؟! انظروا كيف ينير أرواح الناس؟!
القديس كيرلس الأورشليمي