عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 26 - 04 - 2025, 01:28 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,039

من عند الله استخف أليشع بغنى العالم وثروته


فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ الَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ، إِنِّي لاَ آخُذُ.
وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى. [16]
لم يكن ممكنًا لذاك الذي افتقر بإرادته من أجل الرب أن ينحني أمام نعمان السرياني ليقبل منه فضة وثيابًا. فقد سبق له أن تركها من أعماق قلبه، وحسبها كنفاية من أجل انشغاله بالإلهيات. لم يكن للفضة والثياب موضع في قلبه ولا في فكره، فلم تمتد يداه لقبولها! سبق فتخلَّى عن ماله وثروته، ولم تجسر محبة المال أن تتسلل إلى أعماقه، لذا استطاع بالرب أن يطرد برص نعمان، كما لا يشتهي شيئًا من ثروته!
من عند الله هرب البرص من جسم نعمان، ومن عند الله استخف أليشع بغنى العالم وثروته.
أعلنت قوة الله نصرتها على البرص بتطهير نعمان، وأعلنت عن عظمتها في أليشع النبي باستخفافه بمحبة المال!
صار أليشع رمزًا للتلاميذ والرسل الذين أطاعوا الوصية الإلهية، فلم يكن لهم ذهب ولا فضة، وإنما الذي لهم قدَّموه للبشرية: اسم يسوع القدير!
يقف الأبرار أمام الله بثقة ليهبهم الحياة المقدسة (1 يو 3: 21)، قائلين مع أليشع النبي: "حيّ هو الرب الذي أنا واقف أمامه" [16]. أما الشرير فيهرب من وجه الرب.
يحدثنا القديس أمبروسيوس عن سرّ هروب الشرير، فيقول: [الضمير المُذنب يكون مثقلاً حتى أنه يعاقب نفسه بنفسه دون قاضٍ، يود أن يتغطى، لكنه يكون أمام الله عاريًا[35].] كأن الخطية تُفقِد الإنسان سلامه الداخلي، وتدخل به إلى حالة من الرُعب. ويُعلِّل القديس ديديموس الضرير اختفاء آدم بقوله إن الإنسان قد طلب المعرفة خلال خبرة الشر، فاختبأ من وجه الرب بابتعاده عن معرفة الله النقية. ويرى العلامة أوريجينوس أن الأشرار يختفون عن وجه الرب، إذ قيل" "حَوّلوا نحوي القفا لا الوجه" (إر 2: 27)،
رفض أليشع النبي أن يقبل شيئًا من أموال نعمان، لئلا يظن الأخير أن مراحم الله وعطاياه يُمكن شراؤها بالمال. لقد أراد أن يؤكد له أيضًا أننا إذ نقف أمام الله ينظر إلى شخصياتنا لا إلى أموالنا ومراكزنا وممتلكاتنا. يعطي الله جميع الخيرات على سبيل النعمة. مسرة الله أن يتمتع البشر بالسعادة الحقيقية.
v لم يقبل النبي الهدايا الملوكية، ولا اقتنع بالواهب، بالرغم من الضغوط التي مارسها عليه مرات كثيرة. ذلك لأن هذا رمز واضح جدًا ومهوب لسرّ الشفاء، الذي يوهَب مجّانًا لكل الأمم على الأرض بواسطة ربنا خلال تدخُّل الرسل.
هذا قد وُعد به مُقدَّمًا لهؤلاء السادة بواسطة إشعياء النبي القائل "مجّانًا بُعتم، وبلا فضة تُفكُّون" (إش 52: 3).
ولما كانت كل الأمراض هي نوع من العبودية، لذلك كان من الضروري أن يحدد النبي الشفاء في الاستحمام السابع، في توازٍ مع الحقيقة أن الشريعة تأمر وتَعِدْ بتحرير العبد في السنة السابعة (خر 21: 1-3؛ تث 15: 12).
القديس مار أفرام السرياني
v أتى الأرامي بالفضة، وأعطاها لأليشع، وتوسل إليه أن يأخذها منه كقربانٍ.

تعارك الغِنَى والفقر على باب بيت ذلك المسكين الإلهي.
داس الغِنى البغيض والبعيد عن الله، ولم يمد يده ليأخذ الفضة التي قُدِّمت له.
كان عيبًا على ذاك الذي صرخ في البرص فهرب، أن يحني يده مثل شقيّ إلى المال.
ٍكانت بغيضة في عينيه فضة الأرامي وبرصه، وبصدق طرد كليهما من عتبته.
أزال برصَه ورذل فضته المساوية له، واحتقر البرص والفضة، ورذل كليهما.
ألحّ عليه كثيرًا ليأخذ منه، فلم يتنازل، لأنه احتقر كل كنوز السلاطين.
كان الإيمان مضطرمًا في نفس نعمان، والتهبت فيه محبة الرب كاللهيب.
اشتهي أن يعطي الفضة بكثرة، والرجل الذي أبغض اقتناء الغنى لم يقبل.
كان هروب برص نعمان من عند الله، واحتقار النبي للمال كان من عنده.
جمال نفسه هو أنه هرب من المال، واحتقر الغنى الذي يحرق الكثيرين بناره.
محبة المال التي تقتل مرارًا حتى القديسين، قتلها النبي، وأخرجها، وداسها خارج بابه.
بتطهير نعمان غلبت فيه قوة الله، ونصرة النبي تعني أنه غلب محبة الذهب...
الوصية التي أعطاها ابن الله لرسله كانت موضوعة في نفسه ليبغض الذهب مثل التلميذ.
بعين النبوة السامية رأى طريق الرسل، فسار فيه بدون المقتنيات.
القديس مار يعقوب السروجي
رد مع اقتباس