الموضوع
:
وحدّت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
25 - 04 - 2025, 03:55 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,346,435
وحدّت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك
إن ظهور الرب يسوع للتلميذين السائرين، من أورشليم نحو عمّاوس، وشرحه الكتب المقدسة لهما، مشعلاً قلبيهما، وانتهاء الظهور بكسر الخبز، يجسّد الاحتفال الليتورجي.
ففي " مشوارهما" مع يسوع، وايضاحه لهما ما يقوله موسى والانبياء عنه، يضعنا أمام ليتورجية الكلمة، التي نتأمّل فيها في القسم الأول من القداس الالهي.
أما كسر الخبز، فيحملنا الى ليتورجية وليمة الافخارستيا، التي نعيشها في القسم الثاني من القداس، غائصين في سر موت المسيح وقيامته، مصغين الى كلماته التي قالها في العشاء الأخير ولم يزل يردّدها:
"خذوا كلوا، هذا هو جسدي واشربوا، هذا هو دمي".
وبالتالي نتغلّب على اليأس والقنوط، لنصبح مبشرين بقيامة الرب، فنكون عندها في ليتورجية الحياة والرسالة وتصحّ عندها هذه المقولة: " إن القداس يبدأ عندما ينتهي".
فالكلمة والخبز، الانجيل والافخارستيا، مائدتان (ضمن وليمة واحدة) يأتي اليهما تلميذ المسيح ليستمدّ القوة والحياة لكل كيانه وللعالم من حوله، ويقول المجمع الفاتيكاني الثاني:
" لقد احترمت الكنيسة دوماً الكتب الالهية كما فعلت أيضاً نحو جسد الرب بالذات وهي لا تنفكّ، ولا سيّما في الليتورجية المقدّسة، تأخذ خبز الحياة على مائدة الكلمة وعلى مائدة جسد المسيح، لتقدّمه للمؤمنين".
هذا ما نعيشه في كل قداس فنحن عندما نذهب الى الكنيسة، إنّما نكون بأقدامنا البشرية حاضرين فيها، وتكون عقولنا وقلوبنا الملتهبة بنار حب الله، حاضرة أمام القبر الفارغ وذلك يتمّ دون أية أزدواجية في حياتنا، لأنّنا في حضرة الله القدّوس، الذي يخضع له الزمن، فالماضي والحاضر والمستقبل هم كطرفة عين أمامه.
فالذبيحة الالهية تأخذنا الى "طريق عمّاوس"، لنسير مع يسوع ونفهم من خلاله الكتب المقدّسة، ونمكث معه؛ وبالتالي نسافر روحياً لنلتقي به متألّماً ومائتاً، ومنتصراً على الموت بقيامته.
فالافخارستيا هي العلامة الكبرى لقيامة الرب، وهي سر الدخول في ملكوت الله، دخول عالم السماء في عالم الارض، لكي تدخل الكنيسة التي في الارض في عالم السماء، الافخارستيا هي تذكار ( وليست ذكرى من الماضي) لحضور يسوع الدائم في كنيسته بعد غيابه الجسدي، وصدى صوته يتردّد في أعماق قلوبنا قائلاً :
" إصنعوا هذا لذكري" (لو 22/19).
ففي القداس " نندمج " مع الرب القائم، لكي نُدحرج عن قلوبنا حجر الخطيئة، ونقوم منتصرين ("بقوّة الذي يقوّينا ")، ونردّد بافتخار هذا النشيد الرائع من ليتورجيتنا:
" وحدّت يا رب لاهوتك بناسوتنا وناسوتنا بلاهوتك، حياتنا بموتك وموتنا بحياتك أخذت ما لنا ووهبتنا ما لك لتُحيينا وتُخلّصنا لك المجد الى الابد".
وختاماً، نطلب من ربنا يسوع المسيح، رفيق الدرب الأمين، أن يُبقي قلوبنا مضطرمة بحبه،
ومهما "حان المساء ومال النهار" ، نمكث معه في كنيسته، ضمن الأسرار المقدّسة، لنظل شهوداً صادقين لقيامته.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem