
12 - 04 - 2025, 05:12 PM
|
 |
† Admin Woman †
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,619
|
|
ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ رَئِيسَ خَمْسِينَ ثَالِثًا وَالْخَمْسِينَ الَّذِينَ لَهُ.
فَصَعِدَ رَئِيسُ الْخَمْسِينَ الثَّالِثُ،
وَجَاءَ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ أمَامَ إِيلِيَّا،
وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا رَجُلَ الله،
لِتُكْرَمْ نَفْسِي وَأَنْفُسُ عَبِيدِكَ هَؤُلاَءِ الْخَمْسِينَ فِي عَيْنَيْكَ. [13]
هُوَذَا قَدْ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ،
وَأَكَلَتْ رَئِيسَيِ الْخَمْسِينَيْنِ الأَوَّلَيْنِ وَخَمْسِينَيْهِمَا،
وَالآنَ فَلْتُكْرَمْ نَفْسِي فِي عَيْنَيْكَ. [14]
لقد دعا القائدان الأول والثاني إيليا "رجل الله"، لكنهما في كبرياء قلب أرادا القبض عليه وتسليمه للملك. ودعاه الثالث بذات اللقب "رجل الله"، لكنه بتواضعٍ طلب الرحمة، سائلاً إياه أن تكون نفسه ونفوس الجنود عزيزة لديه. فإن كانوا قد جاءوا إليه كأمر الملك الشرير، لكنهم يثقون في سلطان النبي ويطلبون رحمة الله. بتواضعه استحق القائد أن يرسل الله ملاكًا لإيليا النبي يدعوه أن يذهب معه إلى الملك.
v عاد وأرسل قائد خمسين للمرة الثالثة، ولم يحزن على الأوّلين الذين احترقوا.
باد فوجان من مملكته، وكان قلبه مريضًا، ومملوءًا خوفًا، ومع ذلك لم يتغير.
صعد قائد الخمسين الذي أُرسل بتواضعٍ يقدر أن يُخضِع جميع الجبابرة.
نظر إلى إيليا، وعرفه من هو، وكيف هو، فخاف منه كما من بحر اللهيب.
فكَّر في الأوّلين، إذ نزلت النار وأكلتهم، وأدرك أنه من السهل أن يحترق هو أيضًا.
فكَّر الحكيم بوجود إيليا، وبأن لديه نارًا، ويقدر أن يحرق من يعصاه كما يشاء.
هبط التمييز على نفسه، وشعر مثل العارف (بالأمور) أن النبي عظيم وإلهه عظيم، فخاف منه.
وتواضع حتى يقترب منه، طالبًا المراحم، وهيأ له توسلاً مفيدًا ينقذه.
ركع على ركبتيه، وأحنى نفسه متوسلاً، وبخوفٍ أحنى وجهه إلى الأرض أمام إيليا.
اقترب بقلبٍ منكسرٍ، ونفسٍ مروّعة، ورأسه منحنٍ، وصوته خافت طالبًا الرحمة.
قال له: يا نبي الرب، لتُكرم نفسي، ونفوس عبيدك، هؤلاء الذين أتوا وهم لا يريدون.
لك سلطان لتنزل النار من بيت ربك، وتحرق الناس كما تريد، إن عصوك.
سيدي، يسهل عليك أن تحرق الآن إن شئت، ويمطر الهواء اللهيب من كل الجهات.
عُرف جبروتك في الذين احترقوا، أظهر الآن رحمتك للعالم بي.
لك سلطان أن تحرق أو لا تحرق، وهذا واضح، فإن كنت لا أحترق، فهذا يعود إليك.
بقائدَين أظهرت قدرة قوة الله، ليظهر بي الآن حنانه كيف يغفر.
|