الموضوع
:
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عرض مشاركة واحدة
03 - 04 - 2025, 12:55 PM
رقم المشاركة : (
192786
)
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,313,353
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَقَالَ دَاوُدُ لله: "أَلَسْتُ أَنَا هُوَ الَّذِي أَمَرَ بِإِحْصَاءِ الشَّعْبِ؟
وَأَنَا هُوَ الَّذِي أَخْطَأَ وَأَسَاءَ؟
وَأَمَّا هَؤُلاَءِ الْخِرَافُ، فَمَاذَا عَمِلُوا؟
فَأَيُّهَا الرَّبُّ إِلَهِي، لِتَكُنْ يَدُكَ عَلَيَّ وَعَلَى بَيْتِ أَبِي،
لاَ عَلَى شَعْبِكَ لِضَرْبِهِمْ". [17]
بقول داود لله هذا، يُقَدِّم مثالاً عمليًا للحُبِّ مع التواضع. في حديث
القديس أمبروسيوس
عن التحرُّر من الموت، قَدَّم لنا طلبة داود النبي من الله أن تكون يده عليه وعلى بيت أبيه، وليس على الشعب مثالاً عمليًا لقبول الموت كتأديب من أجل تحرُّر النفس من الخطية.
v
إذ يُعَلِّمنا الرسول أن الشخص الذي يعبر من جسده يكون مع المسيح، بشرط أن يستحق هذا، فلنتأمل في طبيعة الحياة والموت. إننا نعرف من تعليم الكتاب المقدس أن الموت هو تحرُّر النفس من الجسد، كنوعٍ من الانفصال في الإنسان. فإننا نتحرَّر من هذا القيد بين النفس والجسد عندما نرحل...
لقد قَدَّمَ (داود) نفسه للموت ليُكَفِّرَ عن معصيته للرب، وقَدَّم نفسه مُستعدًا أن يحتمل انتقام الله من أجل راحة شعبه المتألم.
لقد عرف أنه يكون أكثر مجدًا عندما يموت من أجل المسيح عن أن يحكم في هذا العالم (كملكٍ)، فأي شيء أعظم من أن يصير الإنسان تقدمة من أجل المسيح؟
القديس أمبروسيوس
كتب
القديس أمبروسيوس
في رسالته إلى الإمبراطور ثيؤدوسيوس يُشَجِّعه على التوبة على ما ارتكبه في مذبحة تسالونيكي حوالي عام 390م، ويسأله أن يتشبَّه بداود الملك الذي أخطأ، لكنه قَدَّم توبة عما فعله.
قبل داود العقوبة على إثمه: "لتكن يدك عليَّ وعلى بيت أبي" [17] "أضع نفسي لعصى التأديب، فدعني أُعاني وحدي، فأنا هو الذي أخطأ وأساء وأنا هو الرأس المُذنِب التي يجب أن يُستلَّ السيف عليها".
ألقى نفسه تحت رحمة الله، بالرغم من عِلْمِه أن الله كان غاضبًا منه، ولم يخطر بباله أيّ فكر رديء ضد الله، فمهما يحدث "دعني أسقط في يد الرب لأن مراحمه كثيرة جدًا" [13]. فالإنسان الصالح يفكر حسنًا من جهة الله حتى وإن عبست الدنيا في وجهه: "ولو قادني للذبح، فإني أثق فيه".
لقد أظهر شعورًا واهتمامًا حنونًا من جهة شعبه، وقد وُخِزَ في قلبه حينما رآهم مضروبين من أجل تعدِّيه: "وأما هؤلاء الخراف فماذا عملوا" [17].
لم يكن من السهل أن يرى داود ملاك الرب يسحب سيفه على شعبه المحبوب لديه، وعلى مدينة أورشليم التي لها مكانها الخاص في قلبه.
أما موقف داود فهو:
أ. اعترف بخطيته، وسأل الرب من كل قلبه من أجل الصفح عنه [8]. اعترف أنه تصرَّف بغباوةٍ وسفَّه نفسه.
ب. قبِل التأديب من يد الله على خطيته [17]، بكل خضوعٍ.
ج. ألقى بنفسه على رحمة الله بالرغم من معرفته أن الله غاضب عليه [13].
د. أظهر حنوًا على شعبه، وتألم للغاية حين أدرك ما حلَّ بشعبه كان بسبب خطيته.
لا نعجب إن كان الله يسمح بتأديب كثيرين بسبب خطية ارتكبها قلة قليلة، وربما شخص واحد. فإن الله يريد أن تكون كنيسته مقدسة بلا عيب. يسمح بالتأديب الجماعي المؤقت، لأنه في يوم الرب العظيم، يعطي كل واحدٍ حسابًا عن عمله الشخصي. أما هنا فالتأديب العام يسمح به الرب كعظة عملية للجميع.
يرى
البابا غريغوريوس (الكبير)
إن شخصيات القادة ترتبط بحال الخاضعين لهم. وغالبًا ما يكونون أناسًا صالحين، لكن للأسف تتغيَّر بسبب السلطان الذي أُعطِي لهم. وكما قال صموئيل النبي لشاول الملك إن الرب يقول له: "أليس إذ كنت صغيرًا في عينيك، صرت رأس
أسباط إسرائيل
، ومسحك الرب ملكًا على إسرائيل" (1 صم 15: 17).
v
رعى
داود
قطيع أبيه، فأُخِذَ من القطيع ليرعى شعبه. "فرعاهم حسب كمال قلبه، وبمهارة يديه هداهم" (مز 78: 72). وعندما أحصى داود عدد قطيعه، حلَّ الغضب عليهم، وبدأوا يهلكون. عندئذ سَلَّم داود نفسه لحساب قطيعه عندما صَلَّى، قائلاً: "ها أنا أخطأت، وأنا أذنبت، وأما هؤلاء الخراف، فماذا عملوا؟ فلتكن يدك عليَّ وعلى بيت أبي" (2 صم 24: 17).
هكذا أيضًا اعتاد كل الرعاة الساهرين أن يبذلوا أنفسهم لحساب قطيعهم
.
القديس أفراهاط
v
صالح هو التواضع. إنه يُخَلِّص الذين في خطر، ويُقِيم الساقطين. عُرف التواضع عن القائل: "ها أنا أخطأت، وأنا الراعي الذي أذنبت، وأما هؤلاء الخراف فماذا فعلوا. فلتكن يدك عليَّ" (راجع
2 صم
24: 17؛ 1 أي 21: 17). حسنًا يقول داود هذا، الذي جعل مملكته تخضع لله، وقَدَّم ندامة، واعترف بخطيته، وطلب الصفح. لقد نال الخلاص بالتواضع!
تواضع المسيح نفسه، ومن يتبع تواضع المسيح ينال الراحة في المسيح
.
v
هكذا بتواضعه صار (داود) أكثر قبولاً لدى الله، فإنه ليس بالأمر الغريب أن يُخطِئ الشعب، لكنهم يُلامون إن كانوا لا يدركون أنهم أخطأوا فلا يتواضعون أمام الله
.
القديس أمبروسيوس
v
ماذا تقول عن داود الذي نال شهادة عظيمة من الله، إذ قال عنه: "وَجَدْتُ رجلاً حسب قلبي، داود بن يسَّى، مسحته برحمتي الدائمة" (
مز 89: 21
).
هذا الرجل عَيْنُه يقول لله: "ارحمني يا الله كعظيم رحمتك، ومثل كثرة رأفتك امح إثمي" (
مز 51: 1–17
).
اغسلني كثيرًا من إثمي، ومن خطيّتي طَهِّرني، لأني أنا عارف بإثمي وخطيّتي أمامي في كل حين.
لك وحدك أخطأت، والشرّ قدّامك صنعت، لكي تتبرَّر في أقوالك، وتغلب إذا حوكمت.
لأني هأنذا بالإثم حُبل بي، وبالخطايا ولدتني أمي.
لأنك هكذا قد أحببت الحق، إذ أوضحت لي غوامض حكمتك ومستوراتها.
تنضح عليَّ بزوفاك فأطهر، وتغسلني فأبيض أكثر من الثلج.
تسمعني سرورًا وفرحًا، فتبتهج عظامي المتواضعة.
اصرف وجهك عن خطاياي، وامح كل آثامي.
قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدِّده في داخلي.
لا تطرحني من قُدَّام وجهك، وروحك القدوس لا تنزعه مني.
امنحني بهجة خلاصِك، وبروحك الرئاسي (القيادي) قوِّني.
فأُعلِّم الأثمّة طرقك، والمنافقون إليك يرجعون،
نجِّني من الدماء يا الله إله خلاصي، فيبتهج لساني بعدلك.
يا رب افتح شفتي، فيُخبِر فمي بتسبيحك.
لأنك لو آثرت الذبيحة لكنتُ الآن أعطي، ولكنَّك لا تُسَرُّ بالمُحرَقات.
فالذبيحة لله روح منسحق، القلب المنكسر والمتواضع لا يرذله الله
.
القديس إكليمنضس الروماني
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem