* إذا حصل للفقراء إحسان ما من ملك، فلا يمكنهم أن يعوضوه شيئًا لائقًا بجلاله، سوى أن ينشدوا له مدائح. هكذا داود المعظم لما رأى من الله خلاصًا جديدًا وبديعًا، حاول أن يسبحه بتسبحة جديدة. بربابٍ ذات عشرة أوتار، لكون وصاياه الإلهية عشرة. كل وتر يختص بوصية واحدة، كان داود يرتل به.
أما نحن أهل العهد الجديد، فنسبح لله تسبيحًا جديدًا كما قال الذهبي الفم: نرنم لكن ليس بآلات عديمة النطق والحس، بل بقوى نفوسنا وأعضاء جسدنا.
نسبحه بأبصارنا وأسماعنا، إن منعناها عن اللهو بالدنيويات.
وبشفاهنا وأفواهنا إذا جعلناها عفيفة عما لا يليق بلفظة ما، وشغلناها بالصلوات والتسبيح الإلهية.
نسبحه بأيادينا إذا مددناها للفقراء بالصدقة والأعمال الصالحة.
وبأرجلنا إذا أسرعنا بها إلى هياكل الله.
هذا التسبيح الجديد نسبحه للإله الذي يخلص الملوك وجنودهم، ويخلصنا نحن أيضًا، ويجعلنا أمة مقدسة وكهنوتًا ملوكيًا. وهو لم يزل مخلصًا للذين تملكوا وتسلطوا على شهوات الجسد وضبطوها.
الأب أنسيمُس الأورشليمي