* بعد أن قال أرسل يدك وأنقذني... يعلن ما يقدمه لله مقابل معونته، والتي لا تمثل أية منفعة لله الذي نرد له (معونته).
الآن ما هذا؟ "يا الله، أرنم لك ترنيمة جديدة". فإن هذا قليل بالمقارنة بعظمة الإحسان. إن ما نقدمه هو لا شيء.
فإننا نحن أيضًا لا نطلب شيئًا من المحتاجين، ومن لا يملكون شيئًا سوى الشكر والمديح. لكننا نحن نفعل ذلك من أجل الشهرة، أما الله فيجعل هذا ليس عن احتياج، وإنما ليجعل المسبحين أنفسهم في شهرة، ويقدم لهم إحسانًا آخر.
"برباب ذات عشر أوتار أرنم لك"، أي أقدم لك تشكرات. في تلك الأيام كانت توجد آلات بها يقدمون التسابيح، أما اليوم فنستخدم الجسد كآلات لها. يمكنك أن تغني بالعينين وليس فقط باللسان. وأيضًا باليدين والقدمين والسمع. أقصد عندما تمارس هذه أعمالًا تكرم الله وتسبحه. كمثال عندما لا تنظر العينين إلى أشياء خليعة؛ ولا تمتد اليدان للسرقة بل للعطاء؛ وتستخدم الآذان لاستماع المزامير والتسابيح الروحية، وتسير القدمان إلى الكنيسة. والقلب لا ينتج مكائد بل حبًا؛ بهذا تصير أعضاء الجسم ربابة أو قيثارة، وترنم ترنيمة جديدة لا بالكلمات، وإنما بالأعمال.
القديس يوحنا الذهبي الفم