[walaa farouk]

دعي الشياطين إلى اجتماع موضوعه كيفية جعل الناس يخطئون.
قال أحدهم: "إن كنا نريد الناس أن يخطئوا يجب أن نقول لهم إن الله غير موجود".
وقال آخر: "لا ! يجب أن نقول لهم أن الفردوس وجهنم هما هنا على الأرض"
. وتعاقبت الاقتراحات الأخرى، فيما التزم أحدهم الصمت طوال الاجتماع.
وعندما قارب الاجتماع على النهاية، سُئل هذا الأخير عن رأيه فقال:
"لدي اقتراحمختلف. يجب أن نقول للناس أنه تبقى لديهم متسع من الوقت
للتوبة عن خطاياهم.
وافق الشياطين على هذا الرأي لكونه أفضل الطرق لاصطياد الناس.
لهذه المكيدة التي وضعها الشيطان ثلاث نتائج:

أولاً : عندما تقول "لدي الوقت.... ما زال الوقت أمامي...
تبقى من دون قرار. إن الطريق إلى الغد تقود إلى أرض العدم.
عندما ذهب كزانتزاكيس إلى الجبل المقدس للاعتراف،
قرّر أن يؤجل اعترافه إلى يوم آخر "لقد أدركت أنه باكر. ما زالت الحياة في.
إني أحب العالم المنظور... فيما بعد.... فكرت أن أعترف عندما أتقدم في العمر"
. ولكن، فيما بعد لم تصل إلى كزانتزاكيس.

ثانياً : كيف لك أن تتأكد أنه ما زال أمامك الوقت؟

هل ستعيش لترى الغد؟

ثالثاً : لنعتبر أنك سوف تعيش لزمن طويل ولديك المتسع
من الوقت في المستقبل. ما الذي سوف يمنعك في المستقبل
من أن تستعمل نفس العذر : "ما زال لدي الوقت"؟
إذا تبت في ذلك الوقت المتأخر فستشعر بتأنيب الضمير
لأنك لم تتب قبل كل تلك السنين لا بل تبت متأخراً في الحياة.