عرض مشاركة واحدة
قديم 31 - 03 - 2025, 07:53 PM   رقم المشاركة : ( 192513 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,652

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





قداسة البابا تواضروس الثاني




يأتى عيد القيامة لكى مايذكر الإنسان باختياره : هل الحياة أم الموت ؟ …. الله أعطانا الحياة الأرضية كفردوس بديع متكامل وخلق العالم كمملكة مبهرة بكل ما فيها من فلك ونباتات وحيوانات وبحار ومحيطات وأنهار وجبال ووديان ثم توج الإنسان وخلقه كملك على هذه المملكة وباركهم الله وقال لهم «اثمروا واكثروا واملأوا الأرض واخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طيور السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض» ( سفر التكوين 1:28 )

وصار الإنسان ، عبر الأجيال ومع ظهور الفلسفات والأديان والمذاهب والحضارات والنظريات …. صار مؤتمناً على هذه الأرض وعليه أن يختار بين « ثقافة الحياة» و «ثقافة الموت» ويعيش اختياره .

فى وقت قيامة السيد المسيح كانت كلمات الرجُلين (الملائكة) بالثياب البراقة للنسوة الواقفات فى حيره أمام القبر عندما لم يجدن جسد السيد المسيح « لماذا تطلبن الحى بين الأموات ليس هو ههنا لكنه قام (لو 24 : 5 ) كلمات أشعلت الثقة لدى النسوة اللاتى بكرن إلى القبر فجراً.

لقد عشن الأحداث المأساوية التى انتهت بصلب المسيح فوق الجلجثة ومات ….. لكنه قد قام.

هذه الكلمات انهت عصر «ثقافة الموت» ليبدأ عصر ثقافة القيامة والحياة وصارت قيامة السيد المسيح هى عيد الرجاء الحى للإنسانية لأنه طالما قيامة …. هناك حياة …… وهناك رجاء.

إن الصراع بين الحياة والموت تحقق لحسن الحظ بانتصار القيامة . لا موت بعد الآن ولا قبور ولا ظلام ولا فزع ولا آلام ….. بل حياة ونور ورجاء وفرح وهذه كلها مفردات حياة « الجمال ».

والقيامة عيد الأعياد كحدث أساسى ورئيسى وهدف نهائى لمجيء السيد المسيح الى الأرض يمثل ثقافة النهوض أو ثقافة القيام أو بالإجمال ثقافة الحياة بما تحويه من « جمال » نراه فى الطبيعة والفلك ….. على الأرض وفى السماء .

ان أحد مظاهر « ثقافة الحياة » هو أن نحول كل شيء إلى جمال لأن الجمال قبل أن يكون خارج الإنسان وبعيداً عن عينيه ، يكون أولاً داخله ويولد فى قلبه .

نحن نصلى دائماً فى الصلاة الربانية ونقول «كما فى السماء كذلك على الأرض » أى أننا نريد ولابد ان نجتهد لكى تصير أرضنا سماء بكل الجمال الذى فيها .