الموضوع
:
ملك حيرام يرسل عُمَّالاً ومواد بناء
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
26 - 03 - 2025, 11:12 AM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,349,076
ملك حيرام يرسل عُمَّالاً ومواد بناء
استقرار مملكة داود
إن كان الأصحاح السابق يكشف لنا عن قلب داود النقي، فإنه إذ أقام أورشليم عاصمة لمملكته، أراد أن يُعْلِنَ أن الملك الحقيقي هو الله، وأن كل نجاحٍ يبلغ إليه، إنما هو عطية من الله. لهذا وضع في قلبه أن ينقل تابوت العهد بكونه يُمَثِّل الحضور الإلهي إلى العاصمة.
أخطأ داود كما رأينا، لأنه لم يسلك حسب تدبير الشريعة فيما يخص بحمل تابوت العهد، وعوض الاحتفال المُبهِج، أقيمت جنازة لعُزَّا الذي لمس التابوت فمات.
تطلَّع الرب إلى قلب داود النقي، فثبَّت مملكته، ووهبه نجاحًا ونموًّا ونصرة ومجدًا.
هذا النجاح ولَّد ثورة وحقدًا لدى الأعداء، فثاروا ضده. استشار داود الرب، فحاربهم وغلب.
أعطاه الرب هيبة من عنده على كل الأمم المحيطة به.
ملك حيرام يرسل عُمَّالاً ومواد بناء
1 وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ رُسُلًا إِلَى دَاوُدَ وَخَشَبَ أَرْزٍ وَبَنَّائِينَ وَنَجَّارِينَ لِيَبْنُوا لَهُ بَيْتًا. 2 وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ مَمْلَكَتَهُ ارْتَفَعَتْ مُتَصَاعِدَةً مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ.
وَأَرْسَلَ حِيرَامُ مَلِكُ صُورَ رُسُلاً إِلَى دَاوُدَ،
وَخَشَبَ أَرْزٍ وَبَنَّائِينَ وَنَجَّارِينَ لِيَبْنُوا لَهُ بَيْتًا. [1]
يبرز هنا استقرار داود في أورشليم، مع فيضٍ من العطايا يُقَدِّمها له ملك غريب من الأمم. أظهر الله لداود نعمته، وأعطاه نعمة في عينيّ حيرام ملك صور، فأرسل إليه رسلاً يطلب وِدَّ داود. كما أرسل له خشب أرز وبنَّائين مهرة، ونَجَّارين ليبنوا له بيتًا. هذه بداية صداقة قوية ومُمْتَدَّة لفترة طويلة بين داود وحيرام ملك صور، استمرت حتى أيام سليمان.
صار لداود مملكة عظيمة وممتدة، بينما كانت مملكة حيرام صغيرة لا تُقارَن بمملكة داود، لكن الله الذي كان يسند داود في كل أعماله أراد أن يقوده إلى الحُبِّ مع التواضع. فمع كل إمكانيات داود ما كان يمكنه أن يبني لنفسه قصرًا بدون مساندة حيرام ملك صور.
إنه يطالبنا ألا نحتقر من هم أقل منَّا في الإمكانيات والسلطان. فالإنسان مهما بلغ نجاحه، ومهما نال من إمكانيات، في حاجة إلى أخيه. يطلب منه أن يسنده، ويشكره على خدماته ومساعداته حتى وإن كانت بأجرٍ.
لا يستطيع أن يعيش الإنسان في معزلٍ عن أخيه، إنما كلما أُتيحَتْ له الفرصة، يكشف لأخيه أنه محتاج إلى مساندته والتعاون معه، فلا يعاني الأخ بصِغَرِ نفسٍ.
وَعَلِمَ دَاوُدُ أَنَّ الرَّبَّ قَدْ أَثْبَتَهُ مَلِكًا عَلَى إِسْرَائِيلَ،
لأَنَّ مَمْلَكَتَهُ ارْتَفَعَتْ مُتَصَاعِدَةً مِنْ أَجْلِ شَعْبِهِ إِسْرَائِيلَ. [2]
إنه إذ يقودهم ويهتم برعايتهم وإشباع احتياجاتهم وحمايتهم، لا يشعر أن له فضلاً في ذلك، فإن هذا ما يلزم أن يفعله كراعٍ صالحٍ ومُحِبٍ لشعب الله.
العامل الأول
: كانت عينا داود مُرَكِّزتين على الله، فكل نجاحٍ وازدهارٍ وكرامةٍ تَحِلُّ به، يُحسب هذا كله عطايا إلهية، ليس لأنه أكثر ذكاءً أو قدرة أو حكمة، من غيره، إنما لأن الله معه.
العامل الثاني
: أن ما يناله من نجاحٍ ومجدٍ وعظمةٍ وُهِبَ له، لا ليتنعَّم به شخصيًا، وإنما لكي يخدم شعب الله. هكذا يليق بالمؤمن ألا يتمركز حول ذاته
his ego
وإنما يحسب نفسه مدعوًّا من الله لسعادة الآخرين وراحتهم ومجدهم وخلاصهم الأبدي. فإنه ما استحق أن يولد من عاش لأجل نفسه، ولا يبالي بأخيه.
ما تتمتع به مملكة داود من استقرار ليس مُحَصِّلة جاذبية شخصيته، حيث تجمَّعت حوله كل
الأسباط
، ولا محصلة محبة الناس وإخلاصهم وغيرتهم على بناء الشعب ونموّه، إنما سرّ عظمة مملكة داود عاملان رئيسيّان، وهما:
1. ما تمتع به من نمو روحي وسمو ومجد وفرح، إنما هو عطية الله له.
2. مع محبة الله الفائقة لعبده داود، قَدَّم له من امتيازات فريدة، حتى وعده أن نسله يملك إلى الأبد، هذا كله "
من أجل شعبه إسرائيل
". لقد أدرك داود هذا.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem