[walaa farouk]

ابونا بيسنتى عبد المسيح راعى كنيستنا فى كينيا ..
يكتب عن موقف غريب مع القديس البابا شنودة
فى ذكرى نياحتة ..
لا أتكلم عن معجزات ولا إنجازات ،
ليست هي العظات وفصاحة اللسان ،
أو عن الكاريزما التي كان يمتلكها بغني أو عن قوة الإيمان أتكلم .
. هو موقف ، يحكي عن من هو البابا شنودة في لمحة خاطفة - بسيطة جدًا
- وقفت أمامها طويلًا : ( يا له من إنسانِ عجيب فريد في مثاله .. ) !! .
طلب مني قداسته أن أمر علي مقره بالبطريركية بالعباسية
ليلة سفرى إلي كينيا أيام خدمتي بها ( ١٩٩٣ ) ،
وشدد عليّ ألا أحكي لأحد ، أطعت وحسبتها فرصة مباركة أن يدعو لي بالبركة ،
كم أحتاجها في الطريق وفي خدمتي .
. إستقبلنى قداسته في مكتبه فقضيت معه ساعة ( خارج الزمان )
أستمع إلي نصائحه الأبوية وأتمتع بخبراته الغنية ، ثم فاجأني :
( لقد شددت عليك أن يكون مرورك عليّ سرًا
حتي لا يعلم أحد بأمر مبلغ ستحمله إلي الآباء كهنة كينيا الأفارقة
لتوزعه علي النحو الذى بينته في بيان أرفقته مع المبلغ .. )
قال هذا ثم خرج من المكتب ، مغلقًا الباب خلفه ليحضر المبلغ الكبير .. إلي هنا ،
صدقوني والأمر عادى جدًا وإعتدته كثيرًا ،
فلم ألتق بقداسته قبلًا في أي لقاء خاص إلا وأعطاني ، وحمّلني بالبركة ..
إذن ، فما الغريب .. ؟ .. الغريب أن أفيق وأنا وحدي بالمكتب -
سارحًا لدقائق في كلمات قداسته لي توًا - علي طرقات الباب ،
ظننت أن أحد آباء السكرتارية يستأدن قداسة البابا في الدخول
فهممت لفتح الباب لأفاجأ بالبابا نفسه يقف علي بابه ( نعم ، باب مكتب قداسته هو )
يطرقه مستأذنّا في الدخول وهو يحمل مظروف البركة لي .. !!
إنحنيت بمطانية إحترام وتقدير لمقامه السامي مرددًا :
( العفو سيدنا ، كيف تطرق " قداستك " الباب قبل دخولك وتنتظر رد ولدك الصغير ؟ .. )
، قال في أدب جم وبلطف عجيب : ( الصح كده يا أبونا ،
لم أعتد أن اقتحم علي أحد جلسته وإن كان وحده .. ) .. !!
صمت ، وخرجت متعجبًا : ( حتي لو كان في مكتبك !!! ) ..
نيح الله روحه الطاهر
١٧ مارس ٢٠٢٥