عرض مشاركة واحدة
قديم اليوم, 12:57 PM   رقم المشاركة : ( 189856 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,143

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يَسُوع النَّاصِرِيّ

وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:

«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا».
(متى ظ¢ظ£:ظ¢)

تصف هذه الآية طفولة يسوع، وتسلط الضوء على القرار غير المتوقع الذي اتخذه يوسف بعد أن أخذ ومريم يسوع إلى مصر هربًا من غيرة هيرودس القاتلة – أَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَة، مسقط رأسهما. وكان هذا ملفتًا للنظر لأن الناصرة كانت مدينة غير ملفتة للنظر، وكانت المكان الذي عرف فيه الجميع مريم ويوسف والظروف الغريبة التي احاطت بميلاد ابنهما.

كانت الناصرة مدينة غير محاطة بأسوارٍ وغير محصنة، وذات سمعة سيئة إلى حد ما، حتى أن نَثَنَائِيل تساءل: «أَمِنَ النَّاصِرَةِ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ شَيْءٌ صَالِحٌ؟» (يوحنا ظ¤ظ¦:ظ،). هناك دائمًا مدينة أو قرية ينظر إليها الناس باستخفاف – مكان يسخر منه الآخرون ويحتقرونه. وغالبًا ما يتم تصنيف الناس من مثل هذه الأماكن على أنهم غير مثقفين، وعفا عليهم الزمن، ويفتقرون إلى الذكاء. كانت الناصرة على وجه التحديد هذا النوع من الأماكن.

ألا يبدو من المناسب أكثر أن ينشأ المسيح في أورشليم، بالقرب من الهيكل، محاطًا بأهل العلم والنفوذ في عصره؟ ومع ذلك، ووفقًا لخطة الله، جاء يسوع من مكان صغير لا أهمية له، مكان ليس ذائع الصيت، بل سمعته سيئة. هذا هو المكان الذي نشأ فيه يسوع ونضج حتى بلغ سن الرشد.

فكر في الأمر: سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا. في خطة الله، نشأ المسيح في هذه البلدة المُحتقرة إلى حدٍ ما. وفي الواقع، سيُعرف يسوع باسم ’يسوع الناصري‘ وسيُطلق على أتباعه اسم ’الناصريين.‘

عندما ظهر يسوع لبولس في طريقه إلى دمشق – بعد قيامته وصعوده وجلوسه عن يمين الله الآب في المجد – قدَّم نفسه إلى بولس قائلًا: ’أَنَا يَسُوعُ النَّاصِرِيُّ‘ (أعمال الرسل ظ¨:ظ¢ظ¢). كان لا يزال نَاصِرِيًّا.

في أعمال الرسل ظ¥:ظ¢ظ¤، قال متهمي بولس للقاضي: ’فَإِنَّنَا إِذْ وَجَدْنَا هذَا الرَّجُلَ مُفْسِدًا وَمُهَيِّجَ فِتْنَةٍ بَيْنَ جَمِيعِ الْيَهُودِ الَّذِينَ فِي الْمَسْكُونَةِ، وَمِقْدَامَ شِيعَةِ النَّاصِرِيِّينَ.‘ “وكان المؤمنون لا يزالون يُعرفون بارتباطهم بيَسُوع النَّاصِرِيّ.

نشأ يسوع في الناصرة، ونضج في مرحلة الصبا وأصبح شابًا بالغًا. وباعتباره الابن الأكبر، قام بمسؤولياته العائلية. ثم في وقت ما اختفى يوسف من المشهد وأصبح يسوع ’رجل البيت.‘ ففي الناصرة، عَمِل في تجارته، ودعَّم عائلته، وأحب إلهه، وأثبّت أنه أمين في ألفٍ من الأمور الصغيرة قبل أن ينخرط رسميًا في خدمته المعينة.

ومع ذلك، لن يشعر أحد بالخوف من مقابلة رجل من الناصرة. بل سيكون الميل الطبيعي هو افتراض التفوق على شخص من هذه المدينة المحتقرة.

ولكي نستطيع أنا وأنت وكل الناس أن نأتي إليه بحرية، أخذ يسوع لقبًا محتقرًا وحوله إلى شيء مجيد من خلال تواضعه: إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا.