عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم يوم أمس, 07:15 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,143

محبة الله للبشرية هي للاعتزاز بالحياة والعطف عليها واحترامها



كلما نتحدث عن الرّب يسوع، نفكر جميعاً في محبته الغامرة لنا؛ لقد جاء شخصياً إلى العالم ليفدي البشرية، وكان رجلا بريئاً صُلب على الصليب، ويبرز هذا العمل تماماً محبته للبشرية جمعاء. يقول الكتاب المقدس، "بِأَحْشَاءِ رَحْمَةِ إِلَهِنَا ظ±لَّتِي بِهَا ظ±فْتَقَدَنَا ظ±لْمُشْرَقُ مِنَ ظ±لْعَلَاءِ. لِيُضِيءَ عَلَى ظ±لْجَالِسِينَ فِي ظ±لظُّلْمَةِ وَظِلَالِ ظ±لْمَوْتِ، لِكَيْ يَهْدِيَ أَقْدَامَنَا فِي طَرِيقِ ظ±لسَّلَامِ". (لوقا 1: 78-79). ينال كل مسيحي يقبل خلاص الرّب النعمة الوفيرة التي يمنحها لنا ونختبر السلام والفرح الذي يغدقه علينا. لذلك يعتقد الكثير من الناس أن شخصية الرّب يسوع محبّة ورحيمة إلى الأبد.

الرب يسوع يُصلَبهذا ما كنت أؤمن به أنا أيضاً، بعد أن آمنت بالرّب لسنوات عديدة. لكن بعد ذلك قرأت المقطع في الكتاب المقدس حيث يوبّخ الرّب يسوع الفريسيين: "لِذَلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: كُلُّ خَطِيَّةٍ وَتَجْدِيفٍ يُغْفَرُ لِلنَّاسِ، وَأَمَّا ظ±لتَّجْدِيفُ عَلَى ظ±لرُّوحِ فَلَنْ يُغْفَرَ لِلنَّاسِ. وَمَنْ قَالَ كَلِمَةً عَلَى ظ±بْنِ ظ±لْإِنْسَانِ يُغْفَرُ لَهُ، وَأَمَّا مَنْ قَالَ عَلَى ظ±لرُّوحِ ظ±لْقُدُسِ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ، لَا فِي هَذَا ظ±لْعَالَمِ وَلَا فِي ظ±لْآتِي" (متى 12: 31-32). من خلال هذه الكلمات التي يدين فيها الرب يسوع الفرّيسيين ويلعنهم، رأيت أن موقفه تجاههم كان موقف مقت واشمئزاز، وفهمت من هذا أن لدى شخصية الله جانب لا يحتمل أية إهانة. حين أدركت هذا، تفاجأت كثيراً وقلت في نفسي: هل يمكن ألا تكون شخصية الرّب يسوع رحيمة ومُحبّة فحسب، بل هي أيضاً جليلة وتشعر بالغضب؟ بما أنني لم أفهم هذا الأمر تماماً، بدأت بالبحث عن إجابة له.
أشكر الله لأنني بعد فترة قصيرة، أثمر سعيي أخيراً. رأيت عدة مقاطع من الكلمات في كتاب: "أولاً نعرف أن شخصية الله هي الجلال والغضب. فهو ليس خروفًا ليُذبحه أي شخص، فضلاً عن أنه ليس دمية يتحكم فيها الناس كيفما يشاؤون، وهو أيضًا ليس هواءً فارغًا يتحكم فيه الناس. إن كنت تؤمن حقًّا أن الله موجود، فينبغي أن يكون لديك قلب يتقي الله وينبغي أن تعرف أنه لا يمكن إغضاب جوهر الله." "ما هو موقف الله من الناس الذين أهانوا شخصيته وأساؤوا لمراسيمه الإدارية؟ اشمئزاز مفرط! يستشيط الله غضبًا بشدة من هؤلاء الناس غير التائبين لإهانتهم شخصيته! "الاستشاطة غضبًا" هو مجرد شعور، ومزاج، ولا يمكن أن يمثل موقفًا واضحًا. ولكن هذا الشعور وهذا المزاج، سيأتي بعاقبة على هذا الشخص: سيملأ الله باشمئزاز مفرط! "محبة الله للإنسان ليست شكلاً من أشكال التدليل وإشباع الرغبات. رحمته وتسامحه تجاه البشرية ليسا تساهلاً أو تغافلاً. على النقيض، محبة الله للبشرية هي للاعتزاز بالحياة والعطف عليها واحترامها. كما أن محبته وتسامحه ينقلان توقعاته عن الإنسان؛ ورحمته وتسامحه هما ما تحتاجان إليهما البشرية لتحيا. الله حي، وهو موجود حقًا؛ وموقفه تجاه البشرية مبني على مبادئ، وليس قاعدة عقائدية على الإطلاق، ومن الممكن أن يتغير. مشيئته للبشرية تتغير وتتحول بالتدريج مع الوقت والظروف وموقف كل شخص".
رد مع اقتباس