عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 09 - 03 - 2025, 05:30 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

لا يمكن تخليصك إن لم يكن في داخلك حب الحق أو تطلع للبر والنور






ينسحب بعض الناس من أداء واجباتهم عندما تكتنفهم السلبية ويعجزون عن النهوض بعد كل كبوة. هؤلاء الناس جميعًا حمقى ولا يحبون الحق، ولن يحظَوا به حتى وإن قضوا حياتهم في الإيمان. كيف يمكن لهؤلاء الحمقى أن يستمروا إلى النهاية؟ إن حدث الأمر نفسه لك عشر مرّات، ولكنك لم تكسب منه شيئًا، فستكون عندئذ شخصًا عاديًّا عديم الفائدة. إن الأشخاص الأذكياء، وأولئك الذين يتمتعون بقدرات حقيقية ويفهمون الأمور الروحية، إنما هم باحثون عن الحق، إن حدث لهم أمرٌ عشر مرّات، فلعلهم سيكونون قادرين، في ثماني مرات من تلك الحالات، على كسب بعض الإلهام، وتعلم درس ما، والحصول على الاستنارة، وإحراز بعض التقدم. وعندما تحدث أمور عشر مرّات لشخص أحمق لا يعي الأمور الروحية، فلن يفيده ذلك في حياته أو يغيره أو يجعله يفهم طبيعتها ولو لمرة واحدة، وتلك هي النهاية بالنسبة إليه. في كل مرة يحدث معه شيء، يسقط، وفي كل مرة يسقط فيها يحتاج لمن يسانده ويستميله. إن لم يُستَمَلْ أو تُمد له يد المساعدة، فلن يستطيع النهوض. إن كان، في كل مرة يحدث فيها له أمر، يكون عرضة لخطر السقوط، وإن كان، في كل مرة، معرّضًا لخطر تدهور حاله، أليست هذه هي النهاية بالنسبة إليه؟ هل ثمّةَ أساس لخلاص مثل هؤلاء الناس عديمي النفع؟ خلاص الله للبشر هو خلاص لمن يحبون الحق. إنه خلاص لجزء منهم ممن يملكون الإرادة والعزيمة، ومن يتطلعون في قلوبهم إلى الحق وإلى البر. إن عزيمة الشخص هي ذلك الجانب في قلبه الذي يشتاق إلى البر والخير والحق ويمتلك ضميرًا. الله يخلّص هذا الجزء من الناس، ومن خلال ذلك يغير شخصيتهم الفاسدة، حتى يفهموا الحق ويربحوه، وحتى يتطهر فسادهم وتتحول شخصية حياتهم. إن كنت لا تتمتع في داخلك بهذه الأمور لا يمكن تخليصك، وإن لم يكن في داخلك حب الحق أو تطلع للبر والنور، وإن لم يكن لديك كلما واجهت الشر الإرادة للتخلي عن الأمور الشريرة أو العزم على تحمل المصاعب، وإن كان علاوة على ذلك ضميرك مخدّرًا، وكانت قدرتك على قبول الحق أيضًا مخدرة، ولم تكن منسجمًا مع الحق والأحداث التي تقع، وإذا لم تكن قادرًا على تمييز جميع الأمور، ولم تكن لديك القدرة على التعامل مع الأمور وحلها بنفسك، عندئذ لن يكون هناك سبيل لديك للخلاص. لا يملك مثل هذا الشخص ما يشفع له، وليس لديه ما يستحق العمل به؛ فضميره مخدّر، وذهنه مشوش، وهو لا يحب الحق ولا يشتاق إلى البر في أعماق قلبه، مهما تكلّم الله بوضوح وشفافية عن الحق، فإنه لا يستجيب، كما لو كان ميتًا بالفعل. ألم تنته الأمور بالنسبة إليه؟ يمكن لأي شخص يتنفس أن ينقذه التنفس الصناعي، أمّا إن كان قد مات بالفعل وفارقت روحه جسده، فلن يفيده التنفس الصناعي في شيء. إذا كنتَ كلّما واجهتك مشكلة انكفأت عنها وحاولت تفاديها، فمعنى ذلك أنك لم تقدم شهادة؛ وعليه لا يمكنك أن تحظى بالخلاص، وقد انتهى أمرك تمامًا.
رد مع اقتباس