عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 05 - 03 - 2025, 11:57 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,317,287

ارتفاع قلب حزقيا




ارتفاع قلب حزقيا

25 وَلكِنْ لَمْ يَرُدَّ حَزَقِيَّا حَسْبَمَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ لأَنَّ قَلْبَهُ ارْتَفَعَ، فَكَانَ غَضَبٌ عَلَيْهِ وَعَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 26 ثُمَّ تَوَاضَعَ حَزَقِيَّا بِسَبَبِ ارْتِفَاعِ قَلْبِهِ هُوَ وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِمْ غَضَبُ الرَّبِّ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا. 27 وَكَانَ لِحَزَقِيَّا غِنًى وَكَرَامَةٌ كَثِيرَةٌ جِدًّا، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ خَزَائِنَ لِلْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ وَالْحِجَارَةِ الْكَرِيمَةِ وَالأَطْيَابِ وَالأَتْرَاسِ وَكُلِّ آنِيَةٍ ثَمِينَةٍ، 28 وَمَخَازِنَ لِغَلَّةِ الْحِنْطَةِ وَالْمِسْطَارِ وَالزَّيْتِ، وَأَوَارِيَ لِكُلِّ أَنْوَاعِ الْبَهَائِمِ، وَلِلْقُطْعَانِ أَوَارِيَ. 29 وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ أَبْرَاجًا وَمَوَاشِيَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ بِكَثْرَةٍ، لأَنَّ اللهَ أَعْطَاهُ أَمْوَالًا كَثِيرَةً جِدًّا. 30 وَحَزَقِيَّا هذَا سَدَّ مَخْرَجَ مِيَاهِ جَيْحُونَ الأَعْلَى، وَأَجْرَاهَا تَحْتَ الأَرْضِ، إِلَى الْجِهَةِ الْغَرْبِيَّةِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ. وَأَفْلَحَ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ عَمَلِهِ. 31 وَهكَذَا فِي أَمْرِ تَرَاجِمِ رُؤَسَاءِ بَابِلَ الَّذِينَ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ لِيَسْأَلُوا عَنِ الأُعْجُوبَةِ الَّتِي كَانَتْ فِي الأَرْضِ، تَرَكَهُ اللهُ لِيُجَرِّبَهُ لِيَعْلَمَ كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ.

وَلَكِنْ لَمْ يَرُدَّ حَزَقِيَّا حَسْبَمَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ،
لأَنَّ قَلْبَهُ ارْتَفَعَ،
فَكَانَ غَضَبٌ عَلَيْهِ وَعَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. [25]
لم يُدرِك أحد ممن هم حوله بما سقط فيه حزقيا، إذ بدا كإنسانٍ مؤمنٍ بريءٍ، غير أن الله غضب عليه من أجل كبرياء قلبه وتشامخه الخفي.
مع كل ما لحزقيا من حكمةٍ واستقامةٍ، غير أنه لم يحتمل الكرامة التي قُدِّمَت له، خاصة بسبب نصرته على أشور وشفائه من مرضٍ مُستعصى. لم يكن له فضل في شيءٍ، غير أن قلبه ارتفع بسبب الكرامة. لقد قَدَّمت له الأمم المجاورة هدايا، وأرسل ملك بابل سفراء لملاطفته والتودُّد إليه. لقد غلب حزقيا عبادة الأوثان بينما سقط في تأليه نفسه. كان يليق به عوض الكبرياء أن يُرَدِّدَ: "ماذا أَرُد للرب من أجل كثرة إحساناته لي؟" (مز 116: 12).
ما حدث لحزقيا يدعونا إلى الآتي:
1. أن نطلب من روح الله القدوس أن يعمل فينا، حتى لا تنحرف قلوبنا عن طريق الاستقامة.
2. أن نُقَدِّمَ الشكر لله على أعماله معنا.
3. أن نصلي من أجل القيادات، حتى لا تسقط فيما سقط فيه داود حين أحصى الشعب، ولا فيما سقط فيه حزقيا الذي ارتفع قلبه.
يوضح لنا إشعياء النبي ما حدث، فإنه إذ أرسل ملك بابل رسائل وهدية إلى حزقيا (إش 39: 1)، عوض الحديث مع الرسل عن عمل الله معه، فرح بهم حزقيا، وأراهم بيت ذخائره، وكل بيت أسلحته، وكل ما وُجِدَ في خزائنه. لم يكن شيء لم يرهم إياه حزقيا في بيته وفي كل ملكه" (إش 39: 2-3).
يرى القديس كيرلس الكبير أنه من الظاهر أرسل ملك بابل الرسل والهدايا ليُهَنِّئَ حزقيا على شفائه، لكن الحقيقة أن البابليين والكلدانيين كانوا بارعين في الفلك وحركات الكواكب، فدهشوا عندما لاحظوا أن اليوم قد طال بطريقة فريدة لم يستطيعوا تبريرها في دراستهم، وأن هذا تم كتحقيق لوعد الله لحزقيا. كما دهش مردوخ ملك بابل لما فعله الله لإنقاذ أورشليم من حصار ربشاقى (قائد جيش سنحاريب)، وكيف ضرب ملاك الرب في ليلة واحدة 185 ألفًا، فصاروا جثثًا ميتة (إش 37: 36-37). لكن حزقيا لم يُمَجِّدْ الله أمامهم، بل سقط في الكبرياء.
v وصل الرسل يحملون إعجاب مردوخ لبرِّ حزقيا كثمرة لهذه العلامات الإلهية، يسألون الإيمان. من الجانب الآخر، كان يليق لحزقيا أن يُقَدِّمَ حسابًا متوهجًا للذين وصلوا إليه من بابل عن عون الله القدير في الوقت المناسب، وعن عظمة الأعمال المجيدة غير العادية، من سمو عمل الله الفائق، وسلطان رب الجميع الذي لا يُغلَبْ، فيعودون إلى بلدهم أغنياء بمعرفة الله خلال تعليم المعلمين الذين عيَّنهم (حزقيا)، وبهذا يصيرون سبب نفع للآخرين بنقل ما تَعَلَّموه. عوض أن يحدث هذا، حمل البطلان البشري، ونسب شهرته لا للكرامات التي قَدَّمها له الله، وإنما لغِنَى مملكته.
القديس كيرلس الكبير
رد مع اقتباس