
04 - 03 - 2025, 07:50 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
v كانت يدا موسى تديران كل الحرب، وهو يهب النصرة والاندحار.
إنه مثل الحاكم وفي كفِّ يديه كان موضوعًا القيام والسقوط، فنصر ودحَرَ من أراد.
ببسط يديه صار مثل الحوذيّ للمعركة، فأمسك البهي رسنَ الصفوف وقوّادهم.
حين كان موسى يحني يدَه كان الشعب ينهزم، وحين كان يرفعها هزمت إسرائيل الشعوب.
جرت الحرب بين الجيوش، وأمَّا النصرة فمن موسى؛
كانت المعارك في الجبهات وأمَّا فعالياتها فبِيَدِّ ثقيل اللسان.
لم ينجُ المحاربون بقوتهم، ولا غلب الودعاء بعنايتهم...
الذين ألقوا لم ينتصروا، والذين أهملوا لم يخسروا، والذين هربوا لم يتمردوا.
الذين حاربوا لم يغلبوا، والذين خسروا لم يبطلوا، والذين سكتوا لم يموتوا.
حين قاتلوا بقوتهم لم ينتصروا، لو لم يرفع موسى يده ويقويهم.
لم يجدوا بسعيهم على الغلبة عونًا، فإذا ظهرت قوة من الأكمة تقوى صفوفهم.
لم ينتصروا بالسيوف المصقولة التي في أيديهم، بل مال ظِل من الجبل، فاشتدت المعركة.
لم يشقوا الصفوف برماح وسهام تروسهم، وكلما قام ابن عمرام (موسى) على قدمَيه كثر القتلى.
لم يدحرهم الأعداء حتى لو سكتوا، لكن لو أهمل موسى قليلاً لركعت الفيالق (الكتائب).
كانت قوة الفريقين عبثًا، لأن القوة التي تُسقِط وتُقِيم كانت (تصدر) من قمة الأكمة.
قُهِرَت الشجاعة في المعركة، لأن حرب الصفوف كانت تديرها يدا موسى.
صار السلاح المصاغ سخرية مع حامليه، لأنه لم يقاوم الظلَ ويغلبه.
سيوف مُستلَّة، وسهام طائرة، وأوتار مطنطنة، لم تقوَ على دحر واحد مُجَرَّدًا من السلاح.
صفوف مجتمعة تُهَدِّد وترمي وتصرخ وتسخر، ورَجل عارٍ ومصلوبٍ على الجبل يحتقرهم.
خيول مطرودة، وأناس في رُعْبٍ، وسلاح يُضرَب، ومصلوب ساكتٌ جُعِلَ له سلطان على النصرة.
ارتبطت معركة الفريقين وتَعَلَّقت بيديه، وبظله سار سلطان الحرب عليهما.
خصام جيشين أسيرٌ بالعصا التي معه، والى أية جهة أمالت نفسَها انتصر الجيش[5].
v كان أليشع تحرسه الملائكة، وحيثما يمضي تسير معه القوات.
يُحِيط جيش خدام الله بخائفيه، ويُنَجِّيهم من الأضرار (مز 34: 7).
يحيط ساهرو النار به من كل جانب، فلا يقترب منه الخطر ولا التهديد.
أما تلميذه الذي رأى الخيول والقوات العظيمة، فخاف مثل صبي، وارتعب من الأفواج القوية.
خاف وعاد إلى أليشع وهو يرتعب، وقال: آه يا سيدي، كيف نعبر من الفرسان؟ (2 مل 6: 15)
أما أليشع فلم يَخَفْ من الأفواج، ولم يحسب حسابًا لبأس الملوك.
أحاطت به قوات بيت الله، التي كانت أكثر من الجموع المُحِيطة به.
كان يوجد معه ساهرو النار وخدام اللهيب، الذين كانوا أكثر من أن يُحصوا.
ركب أبناء اللهيب (الخيل) ضد الأراميين، ليصيروا سورًا لمختار بيت الله هذا.
حالما أمر الملك ليأتوا إلى أليشع، أمر الله الخدام، وتطلَّعوا قبالتهم.
أشار ربُّ الكل إلى جوقة اللهيب، وامتطت لتطرد المُفسِدين عن أليشع.
ركبوا وخرجوا من معسكر السماويّين، ليقلقوا هؤلاء الذين أتوا إلى الجميل.
امتلأ الجبل بفرسان النار وخيول النار والقوات ضد قوة المحاربين.
أحاطوا به حتى ينثروا الجمرات، وينقذوه من أيدي الأراميين، إن اقتربوا منه.
أحاط عبيد الملك بالقرية ليصطادوه، ونزل عبيد الرب على الجبل لينقذوه.
نار الخدام مخفية في أشخاصهم، وصامتة، وحاضرة لتظهر بأسها إن طُلب منها.
امتطت النار خيول اللهيب المخيفة، ووقفت لتحرق إن حدث شيء ما لأليشع.
|