[Mary Naeem]

هل مارس يسوع التأمل؟


بينما نستكشف هذا السؤال القوي عن ربنا يسوع المسيح، يجب أن نتعامل معه بكل دقة علمية وانفتاح روحي. لا تستخدم الأناجيل صراحةً مصطلح "التأمل" في إشارة إلى ممارسات يسوع المسيح. لكني لاحظت أن مفهوم التأمل كما نفهمه اليوم لم يكن جزءًا من المفردات أو الإطار الثقافي لليهودية في القرن الأول.

ومع ذلك، نرى في الأناجيل العديد من الأمثلة على انخراط يسوع في ممارسات تشبه ما نسميه الآن التأمل. لقد سعى مرارًا وتكرارًا إلى العزلة للصلاة والشركة مع الآب. يخبرنا إنجيل لوقا أن يسوع "كَانَ يَسُوعُ كَثِيرًا مَا يَنْسَحِبُ إِلَى أَمَاكِنَ مُنْفَرِدًا وَيُصَلِّي" (لوقا 5: 16). تشير هذه الممارسة المنتظمة للانسحاب من الحشود للصلاة في عزلة إلى شكل من أشكال الممارسة التأملية.

لقد أدركت في تصرفات يسوع سمات اليقظة والتأمل - فترات مقصودة من التأمل الهادئ، والوعي المركز، والشركة العميقة مع الإله. يمكن النظر إلى الأربعين يومًا التي قضاها في البرية قبل بدء خدمته العلنية (متى 4: 1-11) على أنها فترة طويلة من الممارسة الروحية والإعداد الداخلي.

يجب علينا أيضًا أن نأخذ بعين الاعتبار السياق اليهودي ليسوع. فالكتب المقدسة العبرانية، التي يعرفها يسوع عن كثب، تتحدث عن التأمل. يمدح المزمور 1 من يتأمل في شريعة الله ليلاً ونهارًا. يشوع 1: 8 يأمر بالتأمل في كتاب الشريعة. على الرغم من أن هذه الإشارات تشير على الأرجح إلى شكل من أشكال التأمل في الكتاب المقدس بدلاً من التأمل على النمط الشرقي الذي غالبًا ما نفكر فيه اليوم، إلا أنها تشير إلى تقليد التأمل المتعمد والمركز على الحقائق الإلهية.

على الرغم من أننا لا نستطيع أن نقول بشكل قاطع أن يسوع مارس "التأمل" كما نعرّفه اليوم، إلا أننا نرى أدلة واضحة على أنه كان يمارس بانتظام وبشكل مقصود ممارسات منتظمة ومتعمدة من العزلة والصلاة والشركة مع الله التي كانت تخدم وظائف روحية ونفسية مماثلة. كانت هذه الممارسات أساسية لخدمته وعلاقته مع الآب. ونحن كأتباع للمسيح، نحن مدعوون لمحاكاة هذا النمط من الانسحاب من ضوضاء العالم سعياً وراء الشركة الحميمة مع الله.