[Mary Naeem]

متى يكون الوقت المناسب لإجراء "الحديث" حول تحديد العلاقة

إن توقيت مثل هذه المحادثة المهمة مسألة حساسة. وفي حين أنه لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، يمكنني تقديم بعض الإرشادات لمساعدتك على تمييز اللحظة المناسبة.

يجب أن نتذكر أن العلاقات، مثل الأفراد داخلها، تنمو وتتطور بمرور الوقت. فكما تحتاج البذرة إلى وقت لتنبت وتزدهر، كذلك تحتاج العلاقات إلى وقت لتعميقها ونضجها. إن التسرع في تحديد العلاقة في وقت مبكر جدًا قد يضع ضغطًا غير ضروري على كلا الطرفين.

ولكن يجب علينا أيضًا أن ننتبه إلى عدم ترك الحيرة لفترة طويلة جدًا. وكما يذكّرنا القديس بولس في رسالته إلى أهل كورنثوس: "لأن الله ليس إله ارتباك بل إله سلام" (1 كورنثوس 14:33). عندما يبدأ الارتباك أو الغموض حول طبيعة علاقتك في التسبب في القلق أو الضيق، فقد يكون ذلك علامة على أن الوقت قد حان لإجراء هذه المحادثة المهمة.

ضع في اعتبارك أيضًا مستوى الاستثمار العاطفي والوقت الذي شاركتموه معًا. هل نشأت بينكما صداقة عميقة؟ هل تجدان نفسيكما تلجآن إلى بعضكما البعض باستمرار للحصول على الدعم والرفقة؟ قد تكون هذه مؤشرات على أنكما مستعدان لمناقشة مستقبل علاقتكما.

من المهم أيضًا أن تنتبهي إلى علامات الاستعداد في نفسك وفي الشخص الآخر. هل كلاكما متاح عاطفيًا؟ هل تعافيتما من آلام الماضي؟ هل تتشاركان نفس القيم وأهداف الحياة؟ هذه عوامل مهمة يجب أخذها في الاعتبار قبل بدء "الحديث".

تذكروا يا أبنائي أن التوقيت يتعلق أيضًا بسياق حياتكم. هل كلاكما في مكان مستقر، خالٍ من التحولات أو الضغوطات الحياتية الكبيرة؟ قد يوفر وقت الهدوء النسبي أساساً أفضل لمثل هذه المناقشة المهمة.

صلوا من أجل التمييز، واستمعوا إلى إلهامات الروح القدس اللطيفة. غالبًا ما يمنحنا الله بحكمته اللامتناهية إحساسًا بالسلام عندما يحين الوقت المناسب. وكما جاء في سفر الجامعة: "لِكُلِّ شَيْءٍ وَقْتٌ لِكُلِّ شَيْءٍ وَوَقْتٌ لِكُلِّ عَمَلٍ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ" (جامعة 3: 1).

وأخيراً، كوني منفتحة على إمكانية أن يأتي الوقت المناسب بشكل طبيعي في سياق علاقتكما. في بعض الأحيان، يمكن للحظة ضعف مشتركة أو حدث كبير أن يخلق فرصة طبيعية لهذه المحادثة.

في كل هذا، تذكر أن تتعامل مع توقيت هذه المحادثة بالصبر والحكمة والمحبة. ثقي في توقيت الله، وثقي في توقيت الله، وتحلّي بالإيمان بأنه سيرشدك في هذه الخطوة المهمة في رحلة علاقتكما.