[Mary Naeem]

إن نبوءات إشعياء، على الرغم من أنها قيلت منذ آلاف السنين، لا يزال صداها يتردد صداها بالأمل لنا اليوم. أرى في هذه الكلمات القديمة نبعًا من التشجيع لصراعاتنا الحديثة.

تذكرنا نبوءات إشعياء بأمانة الله. عندما نرى كيف تحققت هذه الكلمات بدقة في يسوع، فإن ذلك يقوي ثقتنا في وعود الله (بارتون، 2020؛ نايتس، 2017، ص 85-87). في عالم يبدو في كثير من الأحيان فوضويًا ولا يمكن التنبؤ به، يمكننا أن نرسخ أنفسنا في يقين كلمة الله ومخططه.

إن رؤية النبي للسلام والعدل - السيوف المضروبة إلى محاريث، والذئب يرقد مع الحمل (إشعياء 2: 4، 11: 6) - تقدم الأمل لعالم مزقته الصراعات والانقسامات. وعلى الرغم من أننا ننتظر التحقيق الكامل لهذه الرؤية، إلا أنها تلهمنا للعمل من أجل السلام والمصالحة في مناطق نفوذنا.

إن كلمات إشعياء عن التعزية والترميم (إشعياء 40: 1-2) تخاطب القلوب المثقلة بالحزن أو الذنب. إنها تؤكد لنا أن محبة الله أقوى من إخفاقاتنا، وأن رحمته تنتصر على الدينونة. لقد رأيتُ كيف يمكن لهذه الرسالة أن تجلب شفاءً قويًا للنفوس المجروحة.

إن تصوير النبي لعبد الآلام (إشعياء 53) يذكرنا بأن آلامنا ليست بلا معنى. إنه يُظهر لنا إلهًا يدخل في آلامنا ويحمل أحزاننا ويحمل أحزاننا. هذا يمكن أن يجلب الراحة والهدف لأولئك الذين يتحملون التجارب.

إن دعوات إشعياء المتكررة إلى "انتظروا الرب" (إشعياء 8: 17، 30: 18) تخاطبنا بفارغ الصبر والقلق. إنها تشجعنا على تنمية الثقة والمثابرة، مع العلم أن توقيت الله مثالي حتى عندما لا نستطيع فهمه.

إن النبوءات عن النور الذي يضيء في الظلمة (إشعياء 9: 2) والجداول في الصحراء (إشعياء 35: 6) تقدم الأمل لأولئك الذين يشعرون بالإرهاق أو اليأس. إنها تذكرنا بأن الله يستطيع أن يجلب الحياة والفرح حتى في أحلك الظروف.

بينما نواجه تحديات عالمية مثل تغير المناخ، يمكن لرؤية إشعياء عن الخليقة المتجددة (إشعياء 65: 17-25) أن تلهمنا للاهتمام ببيتنا المشترك والعمل من أجل مستقبل أكثر استدامة.

أخيرًا، يمكن لكلمات النبي عن محبة الله الشاملة التي تجذب جميع الأمم إلى نفسه (إشعياء 2: 2-3، 56: 7) أن توسع رؤيتنا وتتحدانا أن نتجاوز القبلية الضيقة نحو احتضان أكثر شمولاً للبشرية جمعاء.