
22 - 09 - 2012, 06:19 AM
|
 |
..::| VIP |::..
|
|
تاريخ التسجيل: May 2012
العمر: 58
المشاركات: 51,017
|
|
رجع الي نفسه
عندما تجوع أنفسنا بعيداً عن الله ، فحسن لنا أن نرجع اليه لنقف وقفة جادّة مع أنفسنا نحاسبها على خطاياها ، ونعاتبها على ضلالها أو حتى نعاقبها لننجو من العقاب الأبدي ونتخذ القرار السليم كما فعل الابن الضال كما جاء عنه في الإنجيل : " فرجع إلى نفسه وقال كم من أجير لأبي يفضل عنه الخبز وأنا اهلك جوعاً . أقوم واذهب إلى أبي وأقول يا أبي أخطأت إلى السماء وقدامك ولست مستحقاً بعد أن ادعى لك ابناً . اجعلني كأحد أجرائك " لو 15 : 17 – 19 .
إنَّ الخطية تبدِّد كل ما نملك من مواهب ووزنات وتذهب بسعادتنا وتفقدنا مجد البنوّة لله وتورثنا القلق والمرض والضياع والعوز . لقد أخطأ الابن الضال عندما طالب بالميراث في حياة أبيه وهو متمتع بخيراته . و سعى كما يفعل الكثيرون منا الى الحياة بعيداً عن الله ، ليحيا بلا ضابط في حياة اللذة والخطية ، ليصير عبداً محتاجا لا يجد شبعاً بل تعاسة وجوعًا . لكن ربما
دارت هذه الأفكار فى ذهن هذا الابن الضال كما تدور فى أذهان البعض منا : هل لا يزال الأب السماوي يحبني ويفتح أحضانه لاستقبالي للعودة إليه ؟ . وكانت الأجابة هى نعم أن الله يحبني ويحب الخطاة ويعلن مسرته برجوعهم متغاضيا عن أزمنة الجهل. إن هروبي من الله لن يسعدني وأين اهرب منك يا رب وأنت تملا كل مكان ؟ . لقد تقوقعت حول ذاتي وأنانيتي فلم أجد إلا الشقاء. فحرّرني يا رب من أنانيتي لألتقي بك بعيداً عن فلسفات كاذبة وحكمة أرضية لا تقود إلا إلى الجوع والضياع. ربّي إني جوعان لمحبتك ، فغناي هو في حياة الفضيلة وعطشي إلى ينبوع محبتك وعمل روحك القدّوس داخلي فأنت الكنز والعريس المفرح للنفس البشرية .
ربي إنني إن أحببت أن أجد نفسي بعيداً عنك ، فاني اهلك فها أنا أتوق للرجوع إليك يا رب لتقبلني إليك معطياً لي التشجيع للعودة والتوبة والاعتراف كي أحيا في بيتك كابن حقيقي لأب صالح وأنت يا رب تسمح لى بالضيقة حتى أعود إليك شاعراً باحتياجي ، وأنت لم ترفض احدًا بل قبلت إليك أصحاب الساعة الحادية عشرة ، وأعطيتهم تماما الأجرة عينها التي أعطيتها للذين عملوا طوال اليوم والحياة . فاعنِّي يا الله إله خلاصي من اجل مجد اسمك. وأعلن محبتك المحررة والغافرة فيبتهج الكل بخلاصك ورحمتك .
|