[Mary Naeem]

ما معنى "لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ"




تقول رسالة فيلبي 1 :21 "لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ". يركز معظم الناس على الجزء الثاني من الآية: "وَٱلْمَوْتُ هُوَ رِبْحٌ"، ويتأملون أفراح السماء. لكن يجب ألا نغفل ما يأتي قبل ذلك. لا يمكن المبالغة في أهمية عبارة "لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ". يجب أن تكون هذه العبارة مركزية في حياة كل شخص مؤمن بالمسيح.

يقول الرسول بولس في هذه العبارة أن كل شيء حاول أن يحققه، كل شيء هو عليه، وكل ما كان يتطلع أن يصبح عليه يوجهه إلى المسيح. من وقت تجديد بولس حتى استشهاده، كانت كل خطوة يقوم بها تهدف إلى تعزيز معرفة المسيح وإنجيله وكنيسته. كان هدف بولس الوحيد هو تمجيد الرب يسوع.

"لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ" تعني أن نبشر بإنجيل المسيح. كان بولس يكرز في المجامع؛ وعلى ضفاف النهر؛ وكسجين؛ وكرسول؛ وكصانع للخيام. كانت رسالته ثابتة: "يَسُوعَ ٱلْمَسِيحَ وَإِيَّاهُ مَصْلُوبًا" (كورنثوس الأولى 2: 2). حمل رسالة ذبيحة المسيح إلى الملوك والجنود ورجال الدولة والكهنة والفلاسفة واليهود والأمم والرجال والنساء. كان، حرفيًا، يعظ أي شخص يستمع إليه.

"لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ" تعني أننا نقتدي بمثال المسيح. كل ما فعله يسوع وقاله، هذا هو ما أراد بولس أن يفعله ويقوله. وقد استفادت الكنيسة من مثاله التقي: "كُونُوا مُتَمَثِّلِينَ بِي كَمَا أَنَا أَيْضًا بِٱلْمَسِيحِ" (كورنثوس الأولى 11: 1). ما الذي كان المسيح سيفعله؟ هذا هو ما نريد أن نفعله.

"لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ" تعني أننا نسعى لمعرفة المسيح. نريد أن نعرف المسيح بصورة أفضل وأفضل كل يوم. ليس مجرد مجموعة حقائق عن المسيح، بل المسيح نفسه. أريد أن أعرف المسيح – "لِأَعْرِفَهُ، وَقُوَّةَ قِيَامَتِهِ، وَشَرِكَةَ آلَامِهِ، مُتَشَبِّهًا بِمَوْتِهِ، لَعَلِّي أَبْلُغُ إِلَى قِيَامَةِ ٱلْأَمْوَاتِ" (فيلبي 3: 10-11) .

"لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ" تعني أننا على استعداد للتخلي عن أي شيء يمنعنا من أن يكون لنا المسيح. شهادة بولس في هذا الصدد هي: "لَكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهَذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ ٱلْمَسِيحِ خَسَارَةً. بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، ٱلَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ ٱلْمَسِيحَ، وَأُوجَدَ فِيهِ" (فيلبي 3: 7-9). ونحن نتشبث بوعد الهنا في انجيل مرقس 10: 29-30 بأن تضحياتنا من أجل خاطر الرب يسوع ستُكافأ مائة ضعف.

"لِيَ ٱلْحَيَاةَ هِيَ ٱلْمَسِيحُ" تعني أن المسيح هو محور تركيزنا وهدفنا ورغبتنا الرئيسية. المسيح هو مركز أفكارنا وقلبنا وجسدنا ونفسنا. كل ما نقوم به نفعله لمجد المسيح. وإذ نسعى في "ٱلْجِهَادِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَنَا"، فإننا نضع جانبًا الخطية التي تقيدنا والمشغوليات الدنيوية، "نَاظِرِينَ إِلَى رَئِيسِ ٱلْإِيمَانِ وَمُكَمِّلِهِ يَسُوعَ" (عبرانيين 12: 1-2). فهو حياتنا.