عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 24 - 12 - 2024, 12:40 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,143

شُيُوخُ بِنْتِ صِهْيَوْنَ يَجْلِسُونَ عَلَى الأَرْضِ سَاكِتِينَ




شُيُوخُ بِنْتِ صِهْيَوْنَ يَجْلِسُونَ عَلَى الأَرْضِ سَاكِتِينَ.
يَرْفَعُونَ التُّرَابَ عَلَى رُؤُوسِهِمْ.
يَتَنَطَّقُونَ بِالْمُسُوحِ.
تَحْنِي عَذَارَى أُورُشَلِيمَ رُؤُوسَهُنَّ إِلَى الأَرْضِ [10].
تطلعت عذارى أورشليم إلى شيوخ بنت صهيون، وعوض قيامهم بدورهم كرجال قضاء يمارسون العدل، خلعوا ثياب القضاء ولبسوا المسوح. لا يقضون لأحد، لأن الضيق حلّ على الجميع، وفقد الشيوخ مراكزهم وسلطانهم. خلع الثياب ولبس المسوح علامة الحزن الشديد، خاصة في حالة موت أحد الأقرباء.
يصور النبي صهيون في حالة ميتم، وذلك كما أعلن في سفر إرميا. "ناحت (جفت) يهوذا، وأبوابها ذبلت، حزنت إلى الأرض (اسودت إلى الأرض)، وصعد عويل أورشليم" (إر 14: 2).
"حزنت إلى الأرض"، أو بحسب الترجمة الحرفية "اسودت الأرض"، أي ارتدت ثياب الحداد السوداء الطويلة (مرا 2: 10)، فصارت أبواب المدينة أشبه بأشباح خارجة من الجحيم! صارت أبواب صهيون، ليست أبواب ملكوت الله المفرح، بل أبواب الجحيم، حيث النوح غير المنقطع، أو أبواب الموت التي يقول عنها المرتل: "يا رافعي من أبواب الموت، لكي أحدث بكل تسابيحك في أبواب ابنة صهيون مبتهجًا بخلاصك" (مز 9: 13-14). ما أخطر أن تتحول أبواب ابنة صهيون من مصدر بهجة بخلاص الرب إلى أبواب عويلٍ مستمرٍ وهلاكٍ وموتٍ!
*ضفر الأطفال إكليل التسبيح بفرحهم بعتيق الأيام الذي صار طفلًا بين اجتماعاتهم.
حمل زكريا النبي قيثارة الروح، وأسرع قدامه بالتراتيل النبوية، بابتهاج شد أوتاره وحرّك صوته، وقال: "ابتهجي جدًا يا ابنة صهيون"... افرحي واصرخي بالمجد المرتفع، لأنه يأتي إليك كما أخبرتك بالنبوة.
لكن العروس الحقيرة (جماعة اليهود الذين رفضوا أن يكونوا عروسًا له)... لم تفرح كما دعيت، بل انسحقت وحزنت لمجيء العريس. ولأجل هذا لم تفرح بقبوله.
سبى قلبها العجل (الذهبي) حبيبها، ومعه تتفاوض ولا تريد أن تسمع للنبي القائل لها: "ابتهجي جدًا".
لم تخرج لتحمل الأغصان مع الأطفال...!
الأنبياء يقرعون أبوابها المرتفعة، ويوقظونها، وهي نائمة بمحبتها لكثرة أصحابها!
الأطفال يمجدون الملك (السماوي) الآتي ويباركونه، والعجوز تهتم بتنظيف أصنامها (حبهم للذات وكبرياء قلوبهم).
حزنت بمجيء وريث الآب. عرفت أنه يفضحها، فأبغضته ولم ترتضِ أن يمجده الأطفال!
الحسد أبكم فمها، فبكمت صامتة عن التمجيد، واهتمت أن تبكم الذين يمجدون!
لم يكفها أنها لا تريد أن تمجد، بل اجتهدت أن تُسكت الممجدين أيضًا!
هؤلاء مجدوه، أما هي فغضبت من أصواتهم.
صرخ إشعياء استيقظي، استيقظي، وألبسي العصمة.
صرخ زكريا: ابتهجي وافرحي بالملك الآتي.
صرخ الأطفال: مبارك الآتي باسم الرب.
إنها لم تنصت لا للأنبياء ولا للأطفال، إنما حزنت من أصواتهم وغضبت.
أيها اليهود مبغضو النور، كيف تسكتون عن التمجيد الممتلئ من السماء والأرض.
القديس مار يعقوب السروجي
رد مع اقتباس