عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 21 - 12 - 2024, 12:17 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,315,855

دروس مُستقاة من سيرة أبوي شَمْشُون



دروس مُستقاة من سيرة أبوي شَمْشُون


في قضاة ١٣: ٢-٢٣ نقرأ أن ملاك الرب ظهر لأم شَمْشُون، وكانت عاقرًا، وأخبرها - ملاك الرب - أنها سَتَحْبَل وتَلِد ابْنًا. كان مزمعًا أن «الصَّبِيَّ يَكُونُ نَذِيرًا ِللهِ مِنَ الْبَطْنِ»؛ مُفرزًا ومُخصَّصًا لله (ع٥). ومن المثير للاهتمام أن نجد الرب يسبق فيُخبر أُم شَمْشُون كيف عساها أن تتصرف معه. وما هي الطريقة المُثلى للتعامل مع الصبي الذي ستلده، نظرًا لكونه مدعوًا من الله نذيرًا «وَالآنَ فَاحْذَرِي وَلاَ تَشْرَبِي خَمْرًا وَلاَ مُسْكِرًا، وَلاَ تَأْكُلِي شَيْئًا نَجِسًا» (ع٤). كان عليها أن تحترز حيال ذات الأشياء التي كان على الصبي تجنبها لاحقًا.

يا له من درس للأمهات المسيحيات الشابات! لأنه كيف يمكننا أن نربّي أولادنا للرب، بالانفصال عن العالم، إذا لم نكن نحن أنفسنا منفصلين عن العالم؟ وينبغي ملاحظة ذلك، ليس فقط بصدد تربية وتنشئة الأولاد، ولكن حتى قبل ولادتهم.

ومَنُوحُ، أبو شَمْشُون، الذي أخبرته زوجته عن زيارة ملاك الرب، ها هو يطلب من الرب أن يزورهما مُجددًا، ليُعلمهما كيف يُنشئان الصبي الذي سيُولد. كم هو أمرٌ مبارك أن يطلب الأبوان المسيحيان الرب، ليوجههما ويجهزهما للمهمة التي تنتظرهما، أي تربية الطفل المُوشك أن يُولَد، ليشجعهما وينشر الفرح في حياة العائلة. إنه ليس من الحكمة أبدًا أن ننتظر ريثما تحل المشاكل والصعوبات - والتي لا بد وأن تأتي - إبان سنوات تربية وتدريب الابن أو الابنة. ومن الأفضل كثيرًا أن يُعلمنا ويُدربنا الرب، مُسبقًا، من خلال التعرف على مبادئ عمله، وأن نسمح لهذه المبادئ أن تترسّخ فينا، لكي ينشأ الطفل المُنتَظَر، مُكرَّسًا للرب.

عندما أحضر مَنُوحُ مُحْرَقَة وتَّقْدِمَة دَقِيق، وأَصْعَدَهُمَا عَلَى الصَّخْرَةِ لِلرَّبِّ، «عَمِلَ (الرَّبُّ) عَمَلاً عَجِيبًا ... فَكَانَ عِنْدَ صُعُودِ اللَّهِيبِ عَنِ الْمَذْبَحِ نَحْوَ السَّمَاءِ، أَنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ صَعِدَ فِي لَهِيبِ الْمَذْبَحِ، وَمَنُوحُ وَامْرَأَتُهُ يَنْظُرَانِ. فَسَقَطَا عَلَى وَجْهَيْهِمَا إِلَى الأَرْضِ» (ع١٩، ٢٠). دعونا نتوقف لحظة معهما، بينما أعينهما تنظران - في مِثَال بالطبع - عمل المسيح وذبيحته وصعوده إلى المجد. كلاهما نظرا، وكلاهما سجد!

ومغبوط هو البيت، الذي فيه الزوجان الشابان، يطلبان بالفعل وجه الرب، في الصلاة معًا، ويسجدان ويُقدمان التشكرات معًا، حيث أنهما أعدا نفسيهما للمهمة التي تنتظرهما؛ أعني الانفصال إلى الرب، من العالم.
رد مع اقتباس