الموضوع
:
كانت حاجة لَيْئَة الأكبر هي إدخال يعقوب إلى خيمتها
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
21 - 12 - 2024, 12:13 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,305,842
كانت حاجة لَيْئَة الأكبر هي إدخال يعقوب إلى خيمتها
شراء جرعة مَحبة (تك٣٠: ١٤-٢١)
وفر اكتشاف رأوبين البريء لـ”جرعة إنتاج الحب“ القديمة، الفرصة لمواجهة ومنافسة أخرى بين زوجتي يعقوب:
«وَمَضَى رَأُوبَيْنُ فِي أَيَّامِ حَصَادِ الْحِنْطَةِ فَوَجَدَ لُفَّاحًا فِي الْحَقْلِ وَجَاءَ بِهِ إِلَى لَيْئَةَ أُمِّهِ. فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ. فَقَالَتْ لَهَا: أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضًا؟ فَقَالَتْ رَاحِيلُ: إِذًا يَضْطَجعُ مَعَكِ اللَّيْلَةَ عِوَضًا عَنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ. فَلَمَّا أَتَى يَعْقُوبُ مِنَ الْحَقْلِ فِي الْمَسَاءِ، خَرَجَتْ لَيْئَةُ لِمُلاَقَاتِهِ وَقَالَتْ: إِلَيَّ تَجِيءُ لأَنِّي قَدِ اسْتَأْجَرْتُكَ بِلُفَّاحِ ابْنِي. فَاضْطَجَعَ مَعَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ. وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا. فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي. فَدَعَتِ اسْمَهُ: يَسَّاكَرَ» (تك٣٠: ١٤-١٨).
لنا في هذه الصوَر الإلهية درس مزدوَج: فهي من ناحية تقدم لنا تاريخ جِد الشعب الذي كان معيَّنًا من الله ليَرث الأرض بمقتضى الاختيار الإلهي، بغض النظر عن هذه الأساليب الحقيرة. ومن الناحية الأخرى تهيئ لنا مدخلاً إلى سِر نعمة الله التي سَمّت على كل ما لا ترضاه طبيعته تعالى في النور والمحبة، والتي كانت ترنو إلى ذاك الذي كان عتيدًا أن يأتي من نفس هذه الأسرة، المسيح الكائن على الكل، الله المبارك إلى الأبد ـ
كان اللُفَّاحُ عبارة عن نوع من التوت (berries)، في حجم جوزة الطيب، موجود في هذا الجزء من العالم، ويُعرف باسم “تفاح الحب“ وكان يُستخدم كمنشط جنسي، إذ كان يُعتقد أنه يحفز الرغبة في ”ممارسة الحب“، وأيضًا لتعزيز فرص الحَمْل. وهكذا كانت لَيْئَةُ أكثر اهتمامًا بهذا اللُفَّاح للسبب الأول (تحفيز الرغبة في ممارسة الحب)، وكانت راحيل تحتاجه للسبب الثاني (تعزيز فرص الحَمْل). فعلى الرغم من عدم إنجابها لأطفال مؤقتًا، كانت حاجة لَيْئَة الأكبر هي إدخال يعقوب إلى خيمتها، حيث يمكن للطبيعة أن تأخذ مجراها. أما بالنسبة لراحيل، فقد كان يعقوب معها كل ليلة تقريبًا، لكنها كانت غير قادرة على الحَمْل.
قد نميل إلى التهكم على سذاجة هؤلاء النساء اللواتي افترضن أن جرعة الحب هذه ستكون ذات فائدة. ولكن قبل أن نصبح متعجرفين للغاية في يومنا المتطور والمستنير، اسمحوا لي أن أذكركم بأن الملايين، وربما المليارات، ينفقها الأمريكيون على مستحضرات التجميل كل عام. كل يوم يقنعنا معجون الأسنان والإعلانات التجارية للعطور بأن الأسنان الأكثر بياضًا أو التنفس الأنظف أو عطر ”تعال إلى هنا“ سيكون له مفعول، لا يمكن لأي شيء آخر سواه، أن يُعزز حياتنا العاطفية. كما ترون، لم تتغير الأمور كثيرًا على مر القرون بعد كل شيء.
رغبت راحيل بشدة في استخدام جزء من هذا اللُفَّاحِ «فَقَالَتْ رَاحِيلُ لِلَيْئَةَ: «أَعْطِينِي مِنْ لُفَّاحِ ابْنِكِ» (ع١٤). يُذكرنا رد لَيْئَة القوي أنه كان في فكرها أن راحيل هي التي سرقت زوجها منها «فَقَالَتْ لَهَا: أَقَلِيلٌ أَنَّكِ أَخَذْتِ رَجُلِي فَتَأْخُذِينَ لُفَّاحَ ابْنِي أَيْضًا؟» (ع١٥). كانت تعتبر نفسها زوجة يعقوب الشرعية بدلاً من راحيل، التي كانت مجرد نزوة رومانسية.
مع علمها بما تريده لَيْئَة من تلك هذا اللُفَّاحِ، اقترحت راحيل صفقة. احتاجت لَيْئَة إلى شيء لإثارة اهتمام يعقوب بها، لجعله يريد أن يأتي إلى خيمتها. نظرًا لأن راحيل كانت دائمًا تقريبًا هي التي يقضي يعقوب معها الليالي، فقد تمكنت من طمأنة لَيْئَة أن يعقوب سينام معها هذه الليلة. وهكذا، سواء كانت لَيْئَة جذابة أم لا، ستحصل على ما تريد: يعقوب، وحده ، لليلة. وفي مقابل هذه الليلة، حصلت راحيل على اللُفَّاحِ الذي كانت تأمل أن يُمكّنها من الحمل.
يا لها من حالة محزنة وصل إليها زواج يعقوب! لقد فشل كزوج لدرجة أن زوجته اضطرت إلى اللجوء إلى شكل من أشكال البغاء (الدعارة) لشراء خدماته كزوجها. وكانت راحيل تفتقر إلى الإيمان، لدرجة أنها وضعت ثقتها في اللُفَّاحِ، بدلاً من الله صانعها الذي أوجد اللُفَّاحِ. يبدو أن راحيل حاولت إنجاب أبناء مثل يعقوب الذي سعى إلى إنتاج الخراف، باستخدام أدوات سحرية (تك٣٠: ٣٧-٤٣).
حققت ليلتها مع يعقوب ما كانت تأمل فيه لَيْئَةُ؛ ابنٌ آخر. لم يكن ذلك بسبب اللُفَّاحِ، ولكن لأن الله تحنّن عليها «وَسَمِعَ اللهُ لِلَيْئَةَ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ لِيَعْقُوبَ ابْنًا خَامِسًا» (ع١٧).
أعتقد أن لَيْئَة فسّرت بشكل خاطئ معنى عطية الله لذلك الابن الخامس. لقد كان هذا الابن هو عطية نعمة الله استجابة لظروفها المثيرة للشفقة. لكن لَيْئَة فسّرت هذه العطية كدليل على موافقة الله وبركته على إعطائها زِلْفَةَ جَارِيَتَهَا ليعقوب «فَقَالَتْ لَيْئَةُ: قَدْ أَعْطَانِي اللهُ أُجْرَتِي، لأَنِّي أَعْطَيْتُ جَارِيَتِي لِرَجُلِي. فَدَعَتِ اسْمَهُ: يَسَّاكَرَ» (ع١٨). في أيامها، كما في أيامنا، يُسارع المؤمنون الحقيقيون إلى نسب الفضل إلى الله في ”نجاحات“ الحياة التي هي نتيجة لخطايانا. نحن نسعى لتقديس خطايانا بالقول إن الله كان وراء كل ذلك، وكأنه كان شريكًا لنا في خطايانا. والأقوال التقوية لا تثبت بالضرورة أن الأعمال كانت تقوية!
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem