[walaa farouk]

عاش المسيح حياة بسيطة وبعيدة عن مظاهرالأبهة والعظمة.
عاش بهيئة إنسانية متواضعة، ليقترب من البشر ويشاركهم آلامهم وأفراحهم
، ثم يتمم هدفه بعمل الفداء، حتى يفتح للإنسان الطريق نحو المصالحة مع الله.
فكان بموته رسالة محبة وسلام، لكنها رسالة قوبلت برفض الكثيرين له،
إذ لم يتوقعوا مخلصاً يأتي إليهم بهذه الصورة المتواضعة.
لكن القصة لم تنتهي، فالمسيح الذي صعد إلى السماء أمام أنظار تلاميذه،
وعد بأنه سيعود ثانية، ليس كما رآه الناس في مجيئه الأول،
بل سيعود في مجده وسلطانه كملك منتصر، محاطاً بملائكة السماء،
لا كطفل وديعٍ بل الديان الذي يحكم بالعدل، الذي سيدين الأشرار ويكافئ الأبرار
، ويتمم خطّة الله النهائية بإقامة ملكوت أبدي يسود فيه السلام والبر،
إن مجيئه الثاني هو إعلان الانتصار الكامل على الشر والموت.
ولكل المؤمنين به سيكون مجيئه الثاني لحظة فرح وخلاص، أما لغير المؤمنين،
فقد يكون يوم رهبة ودينونة. أما الوقت بين مجيئه الأول والثاني
، فهو وقت يُظهر الله فيه رحمته وصبره، مانحاً فرصة للتوبة والإيمان.
فالمجيء الأول كان إشراقة الرجاء وسط الظلمة، أما المجيء الثاني
فسيكون اكتمال هذا الرجاء بإزالة الظلمة إلى الأبد.
فمن أتى كطفل سيعود كملك، ومن مات ليخلّص سيأتي ليُتمم.