ماذا عن الكنيسة؟!
ولكن ماذا عنا؛ معشر كنيسة الله؟ هل نحن تحت عَهْد؟ كلا البتة! إن العهود تخص إسرائيل. وباعتبارنا أممًا، كنا ”غُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ“ (أف٢: ١٢). وبينما كان لإسرائيل رجاء لسبب العهود، لم يكن لنا رجاء. هكذا كانت حالتنا مزرية ومهينة.
وحقيقة كوننا بلا عَهْد نركن إليه، بأي شكل من الأشكال، إنما من شأنه أن يُعظم الحقيقة التالية، أعني: أن خلاصنا إنما هو على أساس النعمة المطلقة. تمامًا كما لم يكن لراعوث أي حق لدى إسرائيل لكونها موآبية، إلا أنها بالنعمة صارت زوجة لبُوعَز (را٤: ٩، ١٠).
وهكذا الحال معنا اليوم. لقد أتينا إلى نعمة صافية، بالانفصال عن أية عُهُود من جانبنا.
ولكن، مع ذلك، صرنا شركاء في كل بركات العهد الجديد، قبل أن يقبل إسرائيل أيًا منها تحت هذا العهد. بل إننا في الحقيقة تمتعنا ببركات تفوق وتتخطى بركات العهد الجديد. لأننا بوركنا «بِكُلِّ بَرَكَةٍ رُوحِيَّةٍ فِي السَّمَاوِيَّاتِ فِي الْمَسِيحِ» (أف ١: ٣). هذه هي نعمة الله الصافية، إن بركات إسرائيل هي أرضية، وأما بركاتنا فهي أسمى وأرقى وأثمن. وتلك ليست موعودة مستقبلاً، بل هي لنا الآن في المسيح. أما في المستقبل فإن الرب سيأخذ الكنيسة إليه عروسًا بدون عَهْد. ليس لنا الحق في ذلك، ولكننا نقبل هذا الفضل من منطلق نعمة الله الغنية، رغم أننا سالفًا كنا بلا رجاء، بلا إله في العالم. يا لها من نعمة غنية! إنها تعزف على أوتار القلب، فتصدِح تسبيحًا وحمدًا أبديًا، لإله المجد المبارك، كما استعلن في ابنه الحبيب.