الموضوع
:
عجبًا لحكمة ومهارة يد هذا الإله المُبدع
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
18 - 12 - 2024, 05:48 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,305,143
عجبًا لحكمة ومهارة يد هذا الإله المُبدع
القوة الناعمة
«مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ»
(نش6: 4، 10)
عجبًا لحكمة ومهارة يد هذا الإله المُبدع الذي يمكنه أن يُخرج من بشاعة وقسوة وظلمة وعار مشهد مثل الصليب، غنًى وفيضًا ونعمةً ورحمةً وبركةً بلا حد، مُحققًا الأحجية: «مِنَ الآكِلِ خَرَجَ أَكْلٌ، وَمِنَ الْجَافِي خَرَجَتْ حَلاَوَةٌ» (قض14: 14). ومن منظور آخر يمكن أن تتعاظم لمساته لتُشكِّل من رقة وجمال وعذوبة عروسه، قوة لرهبة العدو ودحره، وفضح ومقاومة خططه وأفكاره.
هذا ما نقرأه في نص المكتوب:
«مَنْ هِيَ الْمُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ، مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟» (نش6: 10).
نعم، إن حلاوة جمالها مُترجمًا في سمو سلوكها بالاستقامة والتقوى، وفي عذوبة ورقة أقوالها إذ إن كلام فمها حلو. هذا كله يدحر ويقهر قوات الظلمة.
أوَلم يقل الكتاب: «قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ»، معقِّبًا ذلك بالوصية: «نَقُّوا أَيْدِيَكُمْ ... طَهِّرُوا قُلُوبَكُمْ ... اِتَّضِعُوا قُدَّامَ الرَّبِّ ... لاَ يَذُمَّ بَعْضُكُمْ بَعْضًا»؟ (يع4: 7-11). أوَلم يقل الكتاب في موضع آخر «إِذْ أَسْلِحَةُ ُمُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِاللَّهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ».
فما هو طراز هذه الأسلحة؟! إنها أسلحة روحية «لأَنَّنَا وَإِنْ كُنَّا نَسْلُكُ فِي الْجَسَدِ، لَسْنَا حَسَبَ الْجَسَدِ نُحَارِبُ» (2كو10: 3). والسلوك الروحي في النور هو ترسانة إرهاب العدو. وحينما قال الوحي: «ما أَجْمَلَ رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ يَا بِنْتَ الْكَرِيمِ!» (نش7: 1)، فهو في هذا الجزء يستعرض وصف جمال عروسه، ويبدأه بأول ما خطف الأبصاره، وهو «رِجْلَيْكِ بِالنَّعْلَيْنِ».
وإذ نعود إلى وصف العروس: «مُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ» (نش6: 10)، نراها تجمع بجمالها مصادر الإشعاع والنور: الصباح والقمر والشمس. ولا شك أن الشمس هي أصل ومصدر النور. نعم، إنه ضيّ ونور وجمال المسيح منعكسًا فينا وعلينا.
ولا يغيب عن أذهاننا أن للنور خواصًا كثيرة، نذكر منها:
1. ينتشر في صمت
فلا يُصاحبه ضجيج أو ضوضاء، إذ يُفسح في المجال لكشف الظلمة وطردها بقوة إشعاعه، لا بعلو صوته. وهذا هو سلوك القديسين السالكين في النور «بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ» (نش30: 15). وإذ يوصي الرسول بولس الفيلبيين قائلاً: «فِي وَسَطِ جِيلٍ مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ، تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ»، فلا يفوته أن يُرفق معها النصيحة: «اِفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ بِلاَ دَمْدَمَةٍ وَلاَ مُجَادَلَةٍ» (في2: 14، 15).
2. كلما ارتفع مصدر الإشعاع اتسعت دائرة انتشاره
نعم، ولكي يكون لنا أكبر الأثر في نفوس أكثر، يتحتم علينا أن نكون في الارتفاع، ونذكر دستور السيد في خطبته الملوكية الشهيرة، إذ يقول: «أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَلٍ، وَلاَ يُوقِدُونَ سِرَاجًا وَيَضَعُونَهُ تَحْتَ الْمِكْيَالِ، بَلْ عَلَى الْمَنَارَةِ فَيُضِيءُ لِجَمِيعِ الَّذِينَ فِي الْبَيْتِ. فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ» (مت5: 14-16).
3. وجود النور يفضح وينصح
ينصح بإرشاده، فنكون كسيدنا القائل بفمه الكريم: ««أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ» (يو8: 12). كما أنه يفضح كل أعمال إبليس الشريرة، كسّيِّدنا أيضًا، حينما رفضوه لأن أعمالهم كانت شريرة.
4. يستمر النور طالما استمر مصدر الطاقة:
وقد تكون الطاقة شمسية؛ الرب يسوع المسيح، أو تلك المتولدة من مساقط المياه؛ كلمة الله المكتوب عنها: «سِرَاجٌ لِرِجْلِي كَلاَمُكَ وَنُورٌ لِسَبِيلِي» (مز119: 105).
نعم، حينما تكون «مُشْرِفَةُ مِثْلَ الصَّبَاحِ، جَمِيلَةٌ كَالْقَمَرِ، طَاهِرَةٌ كَالشَّمْسِ»، حتمًا ستكون «مُرْهِبَةٌ كَجَيْشٍ بِأَلْوِيَةٍ؟».
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem