[Mary Naeem]

أجناد الشر الروحية لا يمكن أن تنفذ قراراتها وخططها إلا بسماح من الله، ونذكر مثالاً لحوادث ستتم في فترة الضيقة العظيمة، تلكالأيام العصيبة التي سيجتاز فيها العالم بعد اختطاف الكنيسة. إذ نقرأ في رؤيا 19:19 «وَرَأَيْتُ الْوَحْشَ وَمُلُوكَ الأَرْضِ وَأَجْنَادَهُمْ مُجْتَمِعِينَ لِيَصْنَعُوا حَرْبًا مَعَ الْجَالِسِ عَلَى الْفَرَسِ وَمَعَ جُنْدِهِ». من الذي أغواهم وجمعهم ليحاربوا الرب؟ الأرواح النجسة (رؤ16: 13، 14). ومن الذي يصنع الانقلابات الدموية التي نراهاالآن في كل مكان من العالم؟ الشيطان، بواسطة ولاة هذا العالم، يُدبِّر التدبير في العالم غير المنظور، ويصل به إلى عقول الناسأي الملوك البشريين. فالحرب تُخطَّط في الأجواء السماوية، والخطط تُنفَّذ في الأجواء الأرضية، حيث المكان الذي يجول فيه إبليس، لأن الله سمح بأن جعله رئيس هذا العالم في الوقت الحاضر. ولكن مهما كانت حجم الخطط الشيطانية، وشدتها أوخطورتها، فالله له الكلمة الأخيرة، ولا يمكن أن يحدث شيء إلا بسماح منه، إنهالمتحكم والمسيطر على كل الأحداث (إش45: 21-23).

إننا كمؤمنين نجد في عمل المسيح الكامل الذي أتمه على الصليب الأمان الحقيقي والضمان الكافي لحفظنا من بطش العدو الذي يقود مملكة الشر، وقريبًا ستنتهي القصة إلى الأبد بطرح الشيطان وأعوانه الذين يعملون تحت مظلة مملكته في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت. إننا لا نخاف ولا نرتعب ولا نخشى العدو مستندينفي ذلك على مواعيد الكتاب المشجعة «مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟... فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ ... لاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَقُوَّاتِ ... تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِيالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رو8: 35، 37-39).