مساومات شيطانية:
ضرب الرب أرض مصر بضربات كثيرة وفي كل مرة كان فرعون يندم ويطلب من موسى وهارون أن يُصليا لأجله حتى يُطلق الشعب ليعبدوا الرب ويفرحوا به، ولكن بعد أن يرفع الرب يده، كان فرعون يعود لمراوغاته وأكاذيبه.
وبعد ضربة الذبان «دَعَا فِرْعَوْنُ مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالَ: اذْهَبُوا اذْبَحُوا لإِلَهِكُمْ فِي هَذِهِ الأَرْضِ (أرض مصر)» (خر8: 25).
وهذه حيلة ماكرة؛ فإبليس يُريدنا أن نعود للرب بلا توبة حقيقية؛ نصلي ونحن غرقى ومستعبدين في العالم. ولما رفضا قال لهما فرعون: «أَنَا أُطْلِقُكُمْ لِتَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلَهِكُمْ فِي الْبَرِّيَّةِ. وَلَكِنْ لاَ تَذْهَبُوا بَعِيدًا» (خر8: 28).
وكأنّ فرعون يريدهم بالقرب منه. وإبليس لا يُمانع أن يذهب الشخص ليُصلي، بشرط أن يعود ويكمل السهرة معه؛ إنها توبة غير كاملة أشبه بالتمثيلية.
ولما رفض موسى وهارون عرضه، طلب منهما أن يذهب الرجال فقط، ويتركوا النساء والأطفال. وهي أيضًا حيلة ماكرة من فرعون، فكيف نعبد الرب ونفرح به، وزوجاتنا وأولادنا ليسوا معنا؛ إنها عبادة القلوب المجزّأة والعواطف المبعثرة.
ثم بدأ يساومهم بعد ذلك أن يذهبوا بأولادهم لكن يتركوا الغنم، وهذا معناه أن إبليس لا يمانع العبادة بدون ذبيحة وبدون فداء، وبدون عمل المسيح (خر10: 7-11). لينا نستفيق وننتبه لمحاولات إبليس الشريرة والمتكررة. فالتوبة الحقيقية هي: «لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلَهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ» (إش55: 7).
والتوبة يجب أن يتبعها الإيمان القلبي الحقيقي بعمل المسيح «الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا». (كو1: 14؛ أف1: 7). فلنحذر من المحاولات الإبليسية التي تريد أن تبقيك وتحتفظ بك في أرض العبودية.