مجالات استعلان قداسة الله:
1- أعمال الله: كل ما صنع الله هو حسنٌ وجميلٌ. لم يصنع شيئًا ناقصًا أو دنسًا، بل قال الكتاب: «وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا» (تك1: 31). عندما خلق الإنسان خلقه مستقيمًا «أَنَّ اللَّهَ صَنَعَ الإِنْسَانَ مُسْتَقِيمًا» (جا7: 29)، على صورة الله وشبهه. فالخليقة تشهد عن صلاح الله وقداسته وجماله «الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ» (مز145: 17).
2- دينونات الله: عندما نتذكر الدينونات المرعبة التي أجراها الرب قديمًا، لا بد أن ندرك قداسة هذا الإله الذي لا يطيق الشر والنجاسة. فقد «جَلَبَ طُوفَانًا عَلَى عَالَمِ الْفُجَّارِ. وَإِذْ رَمَّدَ مَدِينَتَيْ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، حَكَمَ عَلَيْهِمَا بِالاِنْقِلاَبِ، وَاضِعًا عِبْرَةً لِلْعَتِيدِينَ أَنْ يَفْجُرُوا» (2بط2: 5، 6). وبعد هاتين الحادثتين استخدم يشوع في القضاء على أهل كنعان الأشرار. وفي يوم قادم قريب سيدين الله المسكونة بالعدل، وستظهر أعماله القضائية على كل رافضي شخص المسيح (2تس1: 7-9؛ رؤ15: 4؛ أع17: 31).
3- ناموس الله: فالناموس أظهر قداسة الله الذي يُسرّ بالاستقامة والصلاح، لذلك قال الرسول بولس: «النَّامُوسُ مُقَدَّسٌ، وَالْوَصِيَّةُ مُقَدَّسَةٌ وَعَادِلَةٌ وَصَالِحَةٌ» (رو7: 12). وقال داود: «وَصَايَا الرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ الْقَلْبَ. أَمْرُ الرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ الْعَيْنَيْنِ. خَوْفُ الرَّبِّ نَقِيٌّ ثَابِتٌ إِلَى الأَبَدِ. أَحْكَامُ الرَّبِّ حَقٌّ عَادِلَةٌ كُلُّهَا» (مز19: 8، 9).
4- مسيح الله: عندما جاء الرب يسوع في الجسد قد أظهر في حياته الطاهرة القدوسة ذات طبيعة الله، فهو - تبارك اسمه - «بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ» (عب1: 3)، أعني المُعبِّر تمامًا عن جوهر الله، فقد ظهرت في شخصه المجيد كل صفات الله، بل وأظهر تمامًا ذاته وجوهره.
5- الصليب وإعلان قداسة الله: وكما أن الله لم يَر شخصًا مثل شخص الرب يسوع في قداسته المطلقة، هكذا أيضًا لا يوجد مكان على الأرض أعلن بوضوح قداسة الله مثلما ظهر في الجلجثه، حيث صُلب ربنا يسوع، الذي تُرك من الله في ساعات الغضب بسبب خطايانا التي وُضعت على شخصه المجيد، ولذلك صرخ في مزمور22 متسائلاً: « إِلَهِي، إِلَهِي، لِمَاذَا تَرَكْتَنِي؟». وأجاب بنفسه عن هذا السؤال قائلاً لله: «وَأَنْتَ الْقُدُّوسُ».