عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 10 - 12 - 2024, 03:26 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,305,842

قوة الله هي عكس الضعف والعجز في المخلوقات





ما معنى أن الله قدوس؟
قد يظن البعض أن قداسة الله هي أن الله مُنزه تمامًا عن الخطأ والنقص، وأنه يُبغض الشر تمامًا، كما قال له حبقوق: «عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرَّ، وَلاَ تَسْتَطِيعُ النَّظَرَ إِلَى الْجَوْرِ» (حب1: 13)؛ ومع أن هذا صحيح تمامًا، ولكن هذا التعريف السلبي هو بكل تأكيد لا يُعطينا المعنى الكافي عن قداسة الله.
لقد حاول أحد رجال الله أن يُعطي تعريفًا محددًا عن ماهية صفات الله بأن يصف ما هو عكس هذه الصفات كالآتي: إن كانت قوة الله هي عكس الضعف والعجز في المخلوقات، وإن كانت حكمة الله هي النقيض تمامًا للجهل وعدم الإدراك، فإن قداسة الله هي عكس النقص والتشوه والعيب.
وقال آخر: إن كانت القوة هي ذراع الله، والعناية الإلهية هي عين الله، والرحمة هي أحشاء الله، والأزل والأبد هما سرمدية الله، فإن القداسة هي جمال الله.
وقال ثالث: القداسة هي صفة كل صفات الله، فالله قدوس في عدله، وفي محبته، وفي بره، وفي حكمته وكلمته ومواعيده. فالكتاب يقول عن ذراع الرب إنها «ذِرَاعُ قُدْسِهِ» (مز98: 1)، وعن مواعيده «ذَكَرَ كَلِمَةَ قُدْسِهِ» (مز105: 42).
إنه - تبارك اسمه - الجوهر المُطلَّق للسمو الأدبي في البر والنقاوة والطهارة الفائقة الإدراك، وهو الخالي من كل عيب أو نقص أو تشوه. فالقداسة هي الجمال، والكمال، والسمو الأدبي الرفيع في الذات الإلهية.
قال رجل الله يوحنا داربي: إن هناك فرقًا بين قداسة الله وبر الله، فبر الله هو الجانب القضائي في شخصية الله الذي يتعامل مع ما هو صواب وما هو خطأ. ولكن القداسة في شخصه المجيد هي خلوه التام من كل نقص أو شائبة، وسروره بكل ما هو صالح ونقي ومستقيم. فهو مُنزه تمامًا عن كل شر أو دنس، وهذا هو الجانب القضائي في الذات القدسية. وهو يُسرّ بكل ما هو طاهر وصالح، وهذا هو جانب القداسة.
ولاحظ أحد الأفاضل أن القداسة هي الصفة الوحيدة التي حلف بها الرب، ففي مزمور 89: 35 قال: «مَرَّةً حَلَفْتُ بِقُدْسِي (بقداستي)، أَنِّي لاَ أَكْذِبُ لِدَاوُدَ». وكأن الرب عندما أقسم بقداسته، فقد أقسم بكل صفاته الأخرى.
لذلك نجد أن اسم الرب ارتبط بهذه الصفة الجميلة. فقد قال الوحي عن اسم الرب: «اسْمُهُ قُدُّوسٌ». وتعبير «اسْمِي الْقُدُّوسَ» الذي قاله الرب عن نفسه، ورد عشر مرات في كلمة الله، منها سبع مرات في سفر حزقيال. ونجد أيضًا الأتقياء يهتفون ويتكلون على اسم الرب القدوس: «لأَنَّهُ بِهِ تَفْرَحُ قُلُوبُنَا، لأَنَّنَا عَلَى اسْمِهِ الْقُدُّوسِ اتَّكَلْنَا» (مز33: 21). وداود يقول: «بَارِكِي يَا نَفْسِي الرَّبَّ، وَكُلُّ مَا فِي بَاطِنِي لِيُبَارِكِ اسْمَهُ الْقُدُّوسَ» (مز103: 1). والمُطوَّبة مريم في أنشودتها تقول: «لأَنَّ الْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ» (لو1: 49). ونلاحظ القول: «وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ»، فهي لم تقل: “واسمه عليم، أو حكيم، أو قدير”، مع أنه كذلك، لكنها قالت: «وَاسْمُهُ قُدُّوسٌ»، فالقداسة هي ملخص لكل الكمالات البديعة في الذات الإلهية.
وهناك تعبير ورد كثيرًا في نبوة إشعياء هو «قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ»، قد تكرر حوالي 25 مرة في هذا السفر، وست مرات في باقي الكتاب.
رد مع اقتباس