الحديث عن قداسة الله هو أمر مُلذّ لكل قديسي العلي.
فكما يحلو لنا أن نُرنم ونفرح بالله كإله كل نعمة، هكذا أيضًا نخشع أمام إلهنا القدوس. وإن كان الحديث عن إلهنا كإله كل نعمة يقود للفرح والسجود، هكذا أيضًا عندما نتذكر أن الله قدوس، فهذا يُنشئ فينا مشاعر الهيبة والوقار (مز99: 5، 9)، بل ويجعلنا نُسبح ونحمد عندما نتذكر قداسته المُطلقة (مز30: 4)، ويجعلنا نشتاق إلى حياة التقوى، وتمجيد اسمه القدوس «مَنْ لاَ يَخَافُكَ يَا رَبُّ وَيُمَجِّدُ اسْمَكَ؟ لأَنَّكَ وَحْدَكَ قُدُّوسٌ» (رؤ15: 4)، بل ويُولد فينا رغبة صادقة لفحص ذواتنا أمام نور قداسته، كما شعر إشعياء قديمًا عندما سمع السرافيم ينشدون بمجد هذا الإله القدوس، الفريد في قداسته المطلقة (إش6: 5)، والذي قالت عنه حنة أم صموئيل: «لَيْسَ قُدُّوسٌ مِثْلَ الرَّبِّ» (1صم2: 2)، وهتف له شعب إسرائيل قائلين: «مَنْ مِثْلُكَ بَيْنَ الآلِهَةِ يَا رَبُّ؟ مَنْ مِثْلُكَ مُعْتَزًّا (مجيدًا) فِي الْقَدَاسَةِ» (خر15: 11).