خلق الله الحمار
وقال له
ستكون حماراً وستعمل دون تذمر من شروق الشمس حتّى غروبها
وستحمل فوق ظهرك أحمالاً ثقيلة،
وستأكل الشعير لن أهبك أيَّ ذكاء،
وسأمنحك حياة طولها خمسين سنة
سأكون حماراً ... ولكن خمسين سنة كثيرٌ جداً!
«ستكون كلباً ستحرس منازل بني البشر،
وستكون أفضل صديق للإنسان
ستأكل من الفضلات التي يتركها لك،
وسأهبك حياة طولها ثلاثون عاماً»
« يا رب ، ثلاثين سنة كثيرة جداً ،
«ستكون قرداً، تتأرجح من غصن لغصن،
وتقوم بعمل الخدع لإضحاك الآخرين
سوف أمنحك حياة طولها عشرين سنة»
«أنت الإنسان ، المخلوق الأكثر ذكاءً على وجه الأرض
وستستعمل ذكاءك لتسود على باقي الحيوانات, وتسيطر على العالم
وسأمنحك حياة طولها عشرين سنة»
«يارب، سأكون إنساناً لأعيش عشرين سنة فقط!!
امنحني الثلاثين سنة التي لم يرغب بها الحمار
والخمسة عشر سنة التي لم يرغب بها الكلب
والعشر سنوات التي لم يرغب بها القرد»
ومنذ ذلك الزمان والإنسان يعيش
عشرين سنة كإنسان حتى يتزوج
يعيش ثلاثين سنة كالحمار يكد ويعمل من طلوع الشمس لمغربها
يعيش خمسة عشر عاماً كالكلب
يحرس المنزل ويأكل من الفضلات التي يتركها غيره
يتنقل من بيت لبيت ومن ابن لآخر أو من بنت لأخرى
يعمل الخدع لإضحاك أحفاده وحفيداته