اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مورا مرمر
"بَعِيدٌ مَا كَانَ بَعِيدًا، وَالْعَمِيقُ الْعَمِيقُ مَنْ يَجِدُهُ؟"
|
قدر ما يسعى سليمان الحكيم في طلب الحكمة التي ترتبط بالبر، فإنه يسعى أيضًا للخلاص من الجهالة المرتبطة بالشر، خاصة الارتباط بنساء شريرات يرتكب معهن الخطية
لقد وضع كل عزمه أن يبلغ الحكمة كطريق للبر، بكل قلبه ومشاعره وأحاسيسه، صار يدرس ويبحث ويصلي ويطلب… هكذا يمتزج القلب مع الفكر، والدراسة مع الصلاة…، يعمل بكل كيانه وإمكانياته لينل السماوية التي هي بعيدة كل البعد، عميقة كل العمق… يهبها الله لطالبيه.
هكذا سليمان الذي كان أحكم كل البشر في أيامه أو في الأيام السابقة له، وهبه الله اتساع قلب وفيضًا من التأمل أغزر من رمل البحر، فإن هذا أيضًا كلما دخل إلى أعماق (الحكمة) زادت حيرته، وقد أعلن اكتشافه عن الحكمة كم هي بعيدة عنه جدًا[161].
القدِّيس غريغوريوس النزينزي
إلى أي مدى يسعى الإنسان وراء الحكمة؟ وأين يتم بلوغ كمالها؟
حقا لا يمكن بلوغ حدود هذه الرحلة، حتى أن القدِّيسين يوجدون معتازين لكمال الحكمة، لأنه ما من نهاية لرحلة الحكمة.
ترتفع الحكمة هكذا حتى تهب من يتبعها الاتحاد مع الله. وهذه هي العلاقة أن بصيرة الحكمة بلا حدود، وإن الحكمة هي الله نفسه[162].
مار إسحق السريإني