عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 27 - 11 - 2024, 01:19 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
Mary Naeem Mary Naeem متواجد حالياً
† Admin Woman †
 
تاريخ التسجيل: May 2012
الدولة: Egypt
المشاركات: 1,314,723

يطالبنا بالحياة المستقيمة التي بدونها لن ننعم بالحكمة السماوية



الصدِّيق والاستقرار الداخلي



بسبب تزايد الجريمة تلتزم الدول بأن تضع قوانين صارمة للحد منها [ع2]. فإنه للأسف يخشى الناس القوانين الوضعية، ولا يبالون بالشرائع الإلهية.
أما ما هو أخطر أن يستلم الأشرار القيادة فيصيرون كوحوشٍ مفترسةٍ [ع15]. وإذ يعجز الشعب عن الخلاص منهم بإقامة غيرهم، يضطر الصدِّيقون أن يختفوا من المسرح [ع12، 28].
حقًا أن الحكام الأشرار والقوانين الظالمة غالبًا ما تسيء إلى الفقراء وتسند الأغنياء، لكن الحكمة لا تتخلى عن المظلومين بل تهبهم فرحًا داخليًا وفهمًا، مع ثقة واتكال على الله. لهذا يدعونا الحكيم إلى اقتناء الحكمة الحقيقية، ويحذرنا من الانتماء إلى الفئات الشريرة الواردة في هذا الأصحاح، كما يطالبنا بالحياة المستقيمة التي بدونها لن ننعم بالحكمة السماوية.
* الحياة الفاضلة بالحقيقة هي مصدر الحكمة وجذورها، كما أن الشر هو مصدر الحماقة. أقول هذا لأن المتبجِّح والعبد للشهوة هما أسيران لهذه الرذائل، وذلك بسبب نقص الحكمة. لهذا يقول النبي: "ليت في جسدي صحة... قد أنتنت، قاحت حُبر ضربي بسبب حماقتي" (مز 38: 3، 5)، مشيرًا إلى أن كل خطية تجد بدايتها في نقص الحكمة، وذلك كما أن الشخص الفاضل الذي يتقي الله هو أحكم الكل. هذا هو السبب الذي لأجله يقول أحد الحكماء: "مخافة الرب بدء الحكمة". فإن كانت مخافة الرب هي أن تقتني الحكمة، فإن فاعل الشر لا يقتني هذه المخافة. المجرَّد من الحكمة هو بالحقيقة أحمق الجميع.
القديس يوحنا الذهبي الفم
رد مع اقتباس