عرض مشاركة واحدة
قديم 22 - 10 - 2024, 12:46 PM   رقم المشاركة : ( 176281 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,352,979

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أَخْآبُ ويَهُوشَافَاطُ
توصيل كلمة الرب (عظ،ظ£-ظ¢ظ¨)

وسواء أراد أَخْآب ذلك أم لا، فإنه لم يكن قادرًا، مرة أخرى، على منع كلمة الرب من الدخول إلى حياته، وفضح شره. قد يبدو غريبًا أنه لم يذكر إِيلِيَّا، عندما سأله يَهُوشَافَاطُ: «أَمَا يُوجَدُ هُنَا بَعْدُ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟» (عظ§). وواضح أن أَخْآب لم يكن يعرف مكانه بالضبط في أي وقت من الأوقات. وفي الواقع، كان إِيلِيَّا يظهر في المشهد، ثم يختفي، بدون سابق إنذار. ولكن من الناحية الأخرى، كان أَخْآب يعرف أين يمكن العثور على مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ. إن أمره اللاحق بإعادته – من حيث جاء - إلى ”آمُونَ رَئِيسِ الْمَدِينَةِ، وَإِلَى يُوآشَ ابْنِ الْمَلِكِ“ (عظ¢ظ¦)، يُشير إلى أنه وضعه بالفعل تحت شكل من أشكال الإقامة الجبرية، نتيجة لأمور تكلَّم بها مِيخَا سابقًا، وأزعجته.

كان المشهد يسيطر عليه ملك متمرد وملك متساهل وأنبياء كذبة يُعطون آمالاً كاذبة. وبالرغم من إلحاح الرسول المُرسل لإحضار مِيخَا، أن يقف في الصف مع هؤلاء الأنبياء، ويتكلَّم بنفس النغمة «هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ الأَنْبِيَاءِ بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ، فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ مِثْلَ كَلاَمِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ، وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ» (عظ،ظ£)، كان تصميم مِيخَا: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ» » (عظ،ظ¤). لو كان أَخْآبُ وأنبياؤه الكذبة، لهم إدراك بالإله الحي الحقيقي، لما تكلَّموا وتصرفوا على هذا المنوال! وإن ما تكلَّم به مِيخَا يُقدِّم تحديًا لجميع خدام الرب لإيصال كلمة الرب بأمانة، مهما كانت التكلفة؛ فليس من حقهم التلاعب بها، لتسهيل الأمر عليهم، لإيصال رسالة أكثر استساغةً وقبولاً لآذان سامعيهم.

وللوهلة الأولى، قد يبدو رد مِيخَا على أَخْآب مفاجئًا، لأنه يتطابق مع نصيحة الأنبياء الكذبة، لأنه «لَمَّا أَتَى إِلَى الْمَلِكِ قَالَ لَهُ الْمَلِكُ: يَا مِيخَا، أَنَصْعَدُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ، أَمْ نَمْتَنِعُ؟ فَقَالَ لَهُ: اصْعَدْ وَأَفْلِحْ فَيَدْفَعَهَا الرَّبُّ لِيَدِ الْمَلِكِ» (عظ،ظ¥). ولكن يجب أن نلاحظ أننا لسنا في وضع يسمح لنا بسماع نبرة صوت مِيخَا. ولكن رد أَخْآب يكشف عن الأسلوب التهكمي الساخر الذي انتهجه ميخَا: «فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ: كَمْ مَرَّةٍ اسْتَحْلَفْتُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ الْحَقَّ بِاسْمِ الرَّبِّ» (عظ،ظ¦). من الواضح أن أَخْآب كان يعلم أنه كان يعصي كلمة الرب، وأن نبيًا حقيقيًا للرب لم يكن ليُقدِّم نفس النصيحة التي قدَّمها أنبياؤه.

وقد انتقد بعض الشراح أسلوب مِيخَا، واتهموه بالسخرية والخداع، وحتى الكذب. ولكن وجهات النظر هذه لا تُنصف هذا الخادم الأمين، الذي صرح للتو: «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ، إِنَّ مَا يَقُولُهُ لِيَ الرَّبُّ بِهِ أَتَكَلَّمُ» (عظ،ظ¤). وهكذا فمن غير المعقول الإشارة إلى أنه كان سيلجأ على الفور إلى أساليب خفية ملتوية، لتحقيق غاياته. ويجب أن نتذكر أنه كان يتعامل مع رجل سجل عنه الوحي الإلهي: «وَعَمِلَ أَخْآبُ بْنُ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ ... وَزَادَ أَخْآبُ فِي الْعَمَلِ لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ» (ظ،ملظ،ظ¦: ظ£ظ*، ظ£ظ£). لقد تقسى قلب أَخْآب تدريجيًا على كلمة الرب؛ ولذلك استخدم مِيخَا هذا الاختبار النهائي ليؤثر عليه.