عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 22 - 10 - 2024, 11:46 AM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,310,513

واجدين الفرح في عالم مليء بالمتاعب




واجدين الفرح في عالم مليء بالمتاعب

‏«افرحوا في الرب كل حين،‏» امر الرسول بولس.‏ «واقول ايضا افرحوا.‏» (‏فيلبي ٤:‏٤‏)‏ لكن لكثيرين،‏ يبدو فرح كهذا محيِّرًا.‏ «كيف يمكنك ان تكون فَرِحا عندما يكون عليك ان تحتمل الفقر والبطالة ورفقاء عمل غير منضبطين واغراءات الفساد الادبي او الضغوط في المدرسة؟‏» يتساءل البعض.‏

لا يعقل ابدا ان يتوقع اللّٰه ان يكون شعبه في حالة دائمة الابتهاج.‏ فاللّٰه نفسه اوحى الى بولس ليتنبأ ان هذه ستكون «ازمنة صعبة.‏» (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥‏)‏ ومع ذلك يظهر الكتاب المقدس بوضوح انه حتى في اسوأ الظروف،‏ يمكن للمرء ان يملك على الاقل قسطا من الفرح.‏ فيسوع،‏ مثلا،‏ «احتمل الصليب» و «من الخطاة مقاومة لنفسه مثل هذه.‏» بالتأكيد لم يكن ثمة فرح البتة بان يُسمَّر بشكل مؤلم على خشبة او بان يُسخَر منه بواسطة الجموع.‏ حتى ان بولس يتحدث عن آلام المسيح عند نزاع الموت بصفتها شديدة جدا لدرجة انه اضطرَّ الى التوسل الى اللّٰه «بصراخ شديد ودموع.‏» ومع ذلك استطاع يسوع ان يحتمل كل هذا «من اجل الفرح الموضوع امامه.‏» —‏ عبرانيين ١٢:‏٢،‏ ٣؛‏ ٥:‏٧‏.‏

وبشكل مماثل فان المسيحيين الباكرين «صبروا على مجاهدة آلام كثيرة من جهة مشهورين بتعييرات وضيقات» غير ان بولس يقول انهم «قبلوا سلب اموالهم بفرح.‏» (‏عبرانيين ١٠:‏٣٢-‏٣٤‏)‏ فكيف كان هذا ممكنا؟‏

الفرح —‏ من الخارج ام من الداخل؟‏

ليس الفرح امر ظاهرا.‏ انه صفة للقلب.‏ (‏قارن امثال ١٧:‏٢٢‏)‏ صحيح ان امورا خارجية كالعائلة والاصدقاء —‏ وحتى الطعام مفضَّل —‏ يمكنها لدرجة محدودة ان تجلب شعورا بالفرح.‏ (‏اعمال ١٤:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ حتى ان مجرد توقف شيء صالح يمكن ان يجلب الفرح!‏ (‏قارن امثال ١٠:‏٢٨‏)‏ بَيْدَ ان الفرح الذي يَستَمِدُّه المرء من الظروف الخارجية او الاشياء المادية يمكن ان يكون قصير الاجل.‏

من جهة اخرى،‏ يبدو ان الظروف الخارجية تسلبنا الفرح احيانا.‏ على سبيل المثال،‏ يعبِّر شاب اسمه جيم عن كيف اثَّر فيه عمله الدنيوي:‏ «كرهت وظيفتي .‏ .‏ .‏ لم استطع ان اتقبل انفاق حياتي لمجرد ان اروِّج مصالح شركة معيَّنة لا يبدو انه تهتم حقا بي كشخص.‏ اضف الى ذلك ان الكثير من الاشخاص الذي عملت معهم كانوا اناسا يطعنون في الظهر،‏ منافقين.‏» ومحاولة انتاج الفرح على نحو زائف تبرهن انها طريق مسدودة ايضا.‏ يتذكر جيم:‏ «لقد تورطتُ في المخدرات من كل الانواع مُذْ كنت في العاشرة من العمر.‏ لكنني صرت شخصا مشوش الذهن جدا.‏ سئمت الحياة التي كنت اعيشها:‏ شرب وتعاطي مخدرات وحضور حفلات.‏ ولم يكن للحياة اي معنى او قصد.‏ وسألت نفسي،‏ اين يمكنني ان اجد شيئا افضل؟‏»‏

ان اختبار جيم من هذا القبيل يذكّرنا بذاك الذي للملك سليمان.‏ فقد تعلَّم عَبَثَ محاولة ايجاد الفرح عن طريق الانغماس الذاتي (‏اطلاق المرء العنان لاهوائه ورغباته وشهواته)‏:‏

‏«قلت انا في قلبي هلمَّ أمتحنك بالفرح فترى خيرا.‏ واذا هذا ايضا باطل.‏ للضحك قلتُ مجنون وللفرح ماذا يفعل.‏ افتكرت في قلبي ان اعلل جسدي بالخمر وقلبي يلهج بالحكمة وان آخذ بالحماقة حتى أرى ما هو الخير لبني البشر حتى يفعلوه تحت السموات مدة ايام حياتهم.‏ فعظَّمت عملي بنيت لنفسي بيوتا غرست لنفسي كروما.‏ عملت لنفسي جنَّات وفراديس .‏ .‏ .‏ ومهما اشتهته عيناي لم امسكه عنهما.‏ .‏ .‏ .‏ثم التفتُّ انا الى كل اعمالي التي عمِلَتْها يداي والى التعب الذي تعبته في عمله فاذا الكل باطل وقبض الريح.‏» —‏ جامعة ٢:‏١-‏٥،‏ ١٠،‏ ١١‏.‏

هل يوجد طريق للحياة ليس عبثا،‏ طريق يجلب الفرح حتى تحت اكثر الظروف ايلاما؟‏

مصدر الفرح الحقيقي

‏«فرح يهوه هو قوَّتكم،‏» قال نحميا.‏ (‏نحميا ٥:‏١٠‏)‏ اجل،‏ ينبثق الفرح من اللّٰه القادر على كل شيء،‏ واحد الاسباب هو انه خالق كل الاشياء الصالحة التي بامكانها ان تجلب الفرح الحقيقي «العزَّة و (‏الفرح)‏ في مكانه،‏» يقول الكتاب المقدس.‏ (‏١ أخبار ١٦:‏٢٧‏)‏ فالطريقة الحقيقية لاحراز الفرح اذًا هي امتلاك صداقة،‏ علاقة،‏ مع الخالق نفسه كالتي تمتع بها ابرهيم!‏ (‏يعقوب ٢:‏٢٣‏)‏ هل يمكن لصداقة كهذه ان تجلب الفرح؟‏ تأملوا في ما قاله المرنم الملهم:‏ «صداقتك (‏اللّٰه)‏ افضل من الحياة.‏» (‏مزمور ٦٣:‏٣‏،‏ الكتاب المقدس بالانكليزية الحية)‏ وبالمناسبة لنلاحظ ان جيم في الوقت المناسب توصل الى تقدير هذه الحقائق.‏ وهو اليوم مسيحي فرح.‏

كيف امكن ان تجلب الصداقة مع اللّٰه الفرح؟‏ احد الاسباب هو ان اللّٰه «يجازي الذين يطلبونه.‏» (‏عبرانيين ١١:‏٦‏)‏ وفي خدمة اللّٰه،‏ لا يلزم المرء ان يخشى ان تكون جهوده عبثا او ان تذهب دون ان يلحظها احد.‏ فاصغر اعمال التعبد يقدّر بعمق من قبله.‏ (‏قارن مرقس ١٢:‏٤١-‏٤٤‏)‏ وعندما يبارك يهوه اصدقاءَه الامناء،‏ فان بركته «تغني ولا يزيد معها تعبا.‏» (‏امثال ١٠:‏٢٢‏)‏ وفي الواقع يتطلع محبو اللّٰه بشوق الى التمتع بمكافأة الحياة الابدية في نظامه الجديد حيث «يسكن .‏ .‏ .‏ البر.‏» (‏٢ بطرس ٣:‏١٣‏)‏ ورجاء كهذا هو سبب حقيقي للفرح للمسيحيين!‏

شيء آخر لنأخذه بعين الاعتبار هو ان «الفرح» احد ثمار روح اللّٰه.‏ غير ان اللّٰه يعطي الروح القدس بسخاء لاصدقائه عند الطلب.‏ (‏غلاطية ٥:‏٢٢؛‏ لوقا ١١:‏١٣‏)‏ وما هي النتيجة؟‏ يصرِّح المرنم الملهم،‏ «طوبى للشعب الذي (‏يهوه)‏ الهه.‏» —‏ مزمور ١٤٤:‏١٥‏.‏

محافظين على فرحنا

ومع ذلك،‏ فحتى المسيحيون الممسوحون في زمن بولس شعروا بالاكتئاب في بعض الاحيان.‏ (‏١ تسالونيكي ٥:‏١٤‏)‏ واليوم تفرض ضغوط واجهادات الحياة ضريبة اعظم بكثير.‏ لكن بما ان الفرح هو صفة تسكن عميقا في قلب المرء،‏ لا يلزم ان تجعلكم هذه الضغوط تخسرون فرحكم.‏ تأملوا يسوع المسيح على سبيل المثال.‏ لاحظنا سابقا انه «من اجل (‏الفرح)‏ الموضوع امامه احتمل الصليب.‏» (‏عبرانيين ١٢:‏٢‏)‏ ورغم ان تعليقه كان اختبارا رهيبا على نحو بيِّن،‏ الا ان علاقة يسوع مع ابيه كانت اقوى بكثير من ان تدعه يركز افكاره على الاشفاق على الذات.‏ والفكرة السائدة في ذهن يسوع كانت بوضوح «(‏الفرح)‏ الموضوع امامه»:‏ امتياز تبرئة اسم يهوه،‏ امل انقاذ الجنس البشري بأسره من الخطية،‏ وشرف الخدمة كملك ملكوت اللّٰه!‏ وحتى في احلك لحظاته استطاع المسيح ان يفكر مليا في هذه الامور ويملك مشاعر الفرح الغامر!‏

على نحو مماثل استطاع المسيحيون الباكرون ان يحتملوا الاضطهاد،‏ حتى قابلين سلب اموالهم بفرح،‏ لا لانهم استمدوا لذة ماسوشية (‏اي،‏ التلذذ بالتعذيب والالم)‏ من البؤس،‏ بل لان اذهانهم كانت مركَّزة على السبب الذي من اجله وجب ان يحتملوا هذه الاشياء.‏ واستطاعوا ان يفرحوا «لانهم حُسبوا مستأهلين ان يُهانوا من اجل اسم (‏اللّٰه)‏.‏» واستطاعوا ان يفرحوا بسبب «رجاء الحياة الابدية» الموضوع امامهم.‏ —‏ اعمال ٥:‏٤١؛‏ تيطس ١:‏٢‏.‏

اليوم يمكننا نحن ايضا ان نحافظ على فرحنا،‏ حتى عندما نواجَه بمشاكل خطيرة.‏ فعوض الانزواء الى انفسنا والاسهاب في التفكير بمشاكلنا،‏ يمكننا ان نحاول تذكير انفسنا ببركات امتلاك صدقة مع يهوه ودعم الاخوة والاخوات المحبين.‏ وغالبا ما يكون هذا كافيا ليجعل ألَمنا يبدو تافها.‏ اوضح يسوع لامر بهذه الطريقة:‏ «المرأة وهي تلد تحزن لان ساعتها قد جاءت.‏ ولكن متى ولدت الطفل لا تعود تذكر الشدَّة لسبب الفرح لانه قد وُلد انسان في العالم.‏» —‏ يوحنا ١٦:‏٢١‏.‏

في الجماعة المسيحية اليوم هنالك امثلة صالحة كثيرة لافراد يدعون الفرح يَرْجَحُ على مشاكلهم.‏ مثلا،‏ تعاني امرأة مسيحية اسمها ايفلين من امراض مختلفة،‏ بما فيها السرطان.‏ وهي تمشي بصعوبة وتُرى متوجِّعة غالبا.‏ ومع ذلك هي قانونية في حضور الاجتماعات وتملك عادةً ابتسامة مشعَّة على وجهها.‏ سر فرحها؟‏ هي مولعة بالقول،‏ «اتكلُ على يهوه.‏» اجل،‏ عوض الاسهاب في التفكير ببؤسها،‏ تبذل جهدا لتركز ذهنها على اسباب وجوب كونها فرِحة.‏ ويمنحها هذا القوة لتتغلب على امراضها.‏

طبعا يمكن بسهولة ان نخسر فرحنا.‏ والبعض يصيرون مستغرقين كليا بالرغبة في الاشياء المادية والاستجمام.‏ فيهملون الاجتماعات المسيحية والدرس الشخصي وخدمة الحقل.‏ وبدل ان يجلب الفرح الى حياته،‏ فان الشخص الذي يشتهي الغنى المادي يطعن نفسه باوجاع كثيرة.‏ —‏ ١ تيموثاوس ٦:‏١٠‏.‏

والسعي وراء «اعمال الجسد» الانانية طريقة اخرى لتدمير فرح المرء.‏ فالعهارة والنجاسة والدعارة قد تجلب متعة وقتية،‏ لكنها مضادة مباشرة لروح اللّٰه الذي ينتج الفرح.‏ (‏غلاطية ٥:‏٩-‏٢٣‏)‏ والشخص الذي ينغمس في فعل الخطأ يجازف بعزل نفسه عن مصدر الفرح —‏ يهوه!‏

كم يكون افضل بكثير اذًا ان يصون المسيحي فرحه بحرص شديد.‏ وذا وجدتم نفسكم،‏ لسبب ما،‏ يعوزكم الفرح،‏ انظروا ما يمكنكم فعله لاستعادته.‏ ربما هناك حاجة من جهتكم الى مزيد من الدرس والتأمل في الكتاب المقدس.‏ وفقط بتذكير انفسنا باستمرار برجائنا يمكننا ان نكون «فرحين في الرجاء،‏» الكامن امامنا،‏ حتى عند معاناة الصعوبات.‏ (‏رومية ١٢:‏١٢‏)‏ او ربما هناك حاجة الى الاشتراك اكثر في الكرازة «ببشارة الملكوت.‏» (‏متى ٢٤:‏١٤‏)‏ و «العطاء» بهذه الطريقة لا بدّ وان يجلب دوما مقدارا اعظم من الفرح!‏ —‏ اعمال ١٣:‏٤٨،‏ ٥٢؛‏ ٢٠:‏٣٥‏.‏

ان عالمنا المليء بالمشاكل سوف يستمر في تسبيب المتاعب لنا.‏ لكن بالاقتراب الى صديقنا السماوي،‏ يمكننا ان نتمسَّك بفرحنا ونحظى بالدخول الى نظام اللّٰه الجديد حيث ستُزال الى الابد كل العقبات في وجه الفرح!‏ —‏ رؤيا ٢١:‏٣،‏ ٤‏.‏

رد مع اقتباس