الموضوع
:
مثل الخروف الضائع (15: 3- 7) تطبيق تعليمي أو العبرة من المثل
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
22 - 10 - 2024, 11:27 AM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,310,513
مثل الخروف الضائع (15: 3- 7) تطبيق تعليمي أو العبرة من المثل
مثل الخروف الضائع (15: 3- 7)
تطبيق تعليمي أو العبرة من المثل (15: 7)
قد أحلّ يسوع في تطبيق الصورة كلمة سماء محل راعٍ ، وخاطىء محل خروف، حاجة
توبة الخاطىء وتوبته محل ضياع الخروف وإرجاعه، وفرح السماء محل فرح الراعي.
الأداة "اوتوس" = هكذا التي تبدأ التطبيق، تدلنا على أننا أمام مثل حقيقي (15: 3) وتعوّض نقص الأداة المقابلة في بداية الصورة المقترحة (آ 4 أ). حين استعمل يسوع هذه الاداة أقام موازاة حقيقية بين الوضعين: المتخيَّل (آ 4- 6) والحقيقي (آ 7). لا شك في أن الموازاة ليست تامة، لأنه لم يذكر في الوضع الحقيقي ما فعله "الله " لإرجاع التائب، وبما أنه توجد مقابلة لم يُسمع بها (في ألفاظ مجرّدة) بين فرح يمنحه رجوع الخاطىء وفرح تعطيه أمانة تسعة وتسعين باراً. ولكن الاختلافات هي في الظاهر أكثر منه في الواقع.
لنعرف أولاً أن السماء التي تفرح هي الله. هذه اللفظة التي نجدها مراراً في معنى استعاري في الأناجيل والآداب الرابّانية (15: 18؛ مت 3: 2؛ 4: 17؛ 5: 12، 35...) تستعمل لتدلّ على تسامي الله فوق هذا العالم، وبالتالي على الطابع الفريد لطبيعته التي لا يشارك فيها شيء ممّا على الأرض. وفي المثل التوأم، مثل الدرهم المفقود، يحلّ ملائكة الله محل السماء خوفاً من صورة انتروبومورفية تشبيهية، لا من أجل إشراك البلاط السماوي في فرح الله.
إذن الله يفرح بعودة خاطىء تائب كما يفرح الراعي باستعادة خروفه الضال. وفرحه بعودته يدلّ على انه لم ينسَ الخاطىء بل اهتمّ به دوماً. لا شكّ في أنه لا يقول إنه ذهب يبحث عنه كما جرى الراعي وراء خروفه، ولكن كيف نتصوّر أن يكون فعل أقلّ من الراعي من أجل كائن عزيز على قلبه. هل هناك حاجة إلى تفصيل هذا البحث المعروف؟ وهل كان يستطيع يسوع أن يدلّ على عنايته الشرعية بالخاطئين (15: 1- 22) لو لم يكن الله الآب يلاحقهم بنعمته وحنانه؟ وإلاّ أين كان التعارض بين موقف الله وموقف الفريسيين، إذا ظلّ الله بعيداً مثلهم عن الخاطىء واكتفى بأن ينتظر عودته؟
وبعد أن لاحظنا التناسق بين الصورة الأمثالية وتطبيقها، يبقى أن نفسّر في الخطّ عينه هذه الفرحة العظيمة التي يحصل عليها الله بتوبة الخاطىء. نحن في الجهتين أمام فرح واحد. ولكن بدا فرح الله بكلمات مجرّدة: "سيكون فرح في السماء بخاطىء يتوب أكثر...". أما فرح الراعي فيعبّر عنه بكلمات ملموسة وهو ينفجر بأعمال وحركات: "حمل خروفه على كتفيه فرحاً وعاد إلى بيته ودعا أصدقاءه وجيرانه وقال لهم: افرحوا معي". كيف نشكّ في هذا الموضوع إذا تذكّرنا أن النص الموازي في مت 18: 13، يطبّق على الراعي، الذي يجد خروفه، عبارة مجرّدة استعملها لوقا ليتحدّث عن فرح الله العظيم بعودة الخاطىء؟ هذه الملاحظة تفرض علينا أن نفهم فرح الله بالنظر إلى فرح الراعي.
في نظر هذا الراعي تتساوى الخراف كلّها. فضياع أو استعادة أي منها كان قد دفعه للتعبير عن العوِاطف نفسها. لهذا يجب أن نعتقد أن امتلاك التسعة وتسعين خروفاً أمينا إمتلاكاً مطمئناً يمنحه ارتياحاً عميقاً يوازي بنسبة أكبر إستعادة الخورف المئة الذي ضاع. وحين يحمله على كتفيه ويدعو الجيران كلهم، تتفجّر فيه في وقت محدّد عاطفة يحس بها بصورة عادية. إن شعوره الذي أدركه الجميع هو ردّة فعل مباشرة على خوف سابق واسمه الفرح، أما عواطفه العادية فهي سلام وسعادة واطمئنان مع التسعة والتسعين الحاضرة.
هذه السيكولوجيا الشعبية تطبّق على الله نفسه. من الأكيد أنها تطبق عن طريق القياس، لأن الله روح (يو 4: 24). وقد توخّى المثل أن يفهمنا ملء غفران يُمنح لخاطىء تائب وعودته التامة الى صداقة الله، وحنان الله الأبوي الذي يُغدق عليه. ويريد أيضاً أن يبرهن لنا كم يجب أن نعاشر الخطأة والضالين على مثال يسوع لنثير فيها التوبة فنتيح لله أن يحبهم كما يشاء.
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem