الموضوع
:
أن الغني الحقيقي يجتهد بالأكثر دون توقف والفقير المهمل يتمادى في إهماله
عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : (
1
)
19 - 10 - 2024, 07:00 PM
Mary Naeem
† Admin Woman †
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة :
9
تـاريخ التسجيـل :
May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة :
Egypt
المشاركـــــــات :
1,316,160
أن الغني الحقيقي يجتهد بالأكثر دون توقف والفقير المهمل يتمادى في إهماله
"ثَرْوَةُ الْغَنِيِّ مَدِينَتُهُ الْحَصِينَةُ.
هَلاَكُ الْمَسَاكِينِ فَقْرُهُمْ"
[ع 15]
هذا المثل لا يمثل نصيحة يقدمها الحكيم، إنما هو تقرير لواقعٍ مؤسفٍ، حيث يرى الغني في غناه مدينته الحصينة، فيولع بالأكثر نحو تضخيم ممتلكاته، أما الفقير فإذ يرى الغني يسلبه حقوقه ينهار فلا يحمل دافعًا للخلاص من حالة الفقر التي تأسره.
يرى البعض أن هذا المثل يعني أن الغني يزداد غنى، والفقير يزداد فقرًا. بمعنى أن الغني الحقيقي يجتهد بالأكثر دون توقف، والفقير المهمل يتمادى في إهماله دون التزام وشعور بالمسئولية.
كثير من الأغنياء يفقدون سلامهم الداخلي، ويعيشون في رعبٍ، خشية فقدان ممتلكاتهم بسبب
السرقة
، لذلك يشعرون بحاجتهم إلى مدينة حصينة وآمنة يضعون فيها كنوزهم. كذلك كثير من الفقراء يحطمهم التذمر وعدم الرضا.
أما من الجانب الروحي فثروة الغني مدينته الداخلية، متى صار قلبه أورشليم الجديدة العُلوية، أي أيقونة السماء، لا تقدر خطية ما أن تتسلل إليها ولا عدو أن يسطو عليها، فيعيش الإنسان غنيًا بسماوات الله المعلنة في داخله. أما الفقير فهو ذاك الذي لا تتطلع عيناه إلى الغنى الداخلي، فيخسر ذاك الذي لنا فيه كنز.
*
الغنى في
ذاته ليس بالأمر الشرير. "فدية حياة إنسان غناه" (أم 13: 3)، لأن من يعطي الفقير يفدي نفسه، لذلك فإنه حتى في الغنى يوجد مجال للفضيلة
.
إنكم تشبهون مديري دفة في بحرٍ عظيمٍ، إن قاد إنسان طريقه حسنًا يعبر من البحر سريعًا ويبلغ الميناء. أما الذي لا يعرف كيف يدبر ممتلكاته حسنًا، فيغرق في شحنته. هكذا مكتوب: "
ثروة الغني مدينة قوية
" (أم 10: 15)
.
القديس أمبروسيوس
*
أن
نتمتع بأي شيء
يعني أن نلتصق به بقوة
لأجل الشيء في ذاته. وأما أن
نستخدم شيئًا
فهو أن نوظف ما نناله، لنحصل على ما نحتاج إليه، بشرط أن يكون من اللائق بنا أن نحتاجه
.
*
لا تظن أن الفضة أو الذهب يجب أن
يُلاما
بسبب الجشعين، ولا الطعام والخمر بسبب النهمين والسكارى، ولا الجمال النسائي بسبب الزناة والفاسقين. وهكذا في كل الأمور الأخرى، خاصة حينما ترى طبيبًا يستخدم نارًا بطريقة صالحة بينما قاتل يستخدم خبزًا به سم لتنفيذ جريمته
.
*
إذ فقد أيوب كل غناه وبلغ إلى أقصى الفقر، احتفظ بنفسه غير مضطربة، مركزًا على الله ليظهر أن الأمور الأرضية ليست بذات قيمة في عينيه، بل كان هو أعظم منها، والله أعظم منه. فلو أن رجال أيامنا هذه لهم ذات الفكر، لما كنا مُنعنا بإصرارٍ في العهد الجديد من امتلاك هذه الأشياء لكي ما نبلغ الكمال.
لأن امتلاكنا مثل هذه الأشياء دون التعلق بها لشيء جدير بالثناء أكثر من عدم امتلاكها نهائيًا
.
القديس أغسطينوس
الأوسمة والجوائز لـ »
Mary Naeem
الأوسمة والجوائز
لا توجد أوسمة
بينات الاتصال لـ »
Mary Naeem
بينات الاتصال
لا توجد بينات للاتصال
اخر مواضيع »
Mary Naeem
المواضيع
لا توجد مواضيع
Mary Naeem
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى Mary Naeem
زيارة موقع Mary Naeem المفضل
البحث عن كل مشاركات Mary Naeem