ولكن إذا حاولنا كخُدام للرب أن نأخذ درسًا في الخدمة المُوكلة إلينا مِن الجراد، فنجد:
** إن الجراد مُرسل مِن عند الرب، والخادم يجب أن تكون دعوته للخدمة واضحة مِن عند الرب أيضًا. فالتلاميذ الأطهار لم يتحركوا للكرازة إلا بعد أن أرسلهم الرب بذاته، فقد قال لهم بعد قيامته: "أوصاهم أن لا تبرحوا أورشليم بل ينتظروا موعد الآب الذي سمعتموه مني.... لكنكم ستنالون قوة متى حل الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في أورشليم وفي كُل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض" (أع1: 4، 8). فالخادم الذي يُقحم نفسه في الخدمة بدون دعوة واضحة مِن الرب لنْ يُثمر، بل ممكن أن يكون مُعطلًا لعمل الرب.
** "كمنظر الخيل منظره ومثل الأفراس يركضون"، مع إنهم مجرد جراد، إلا أنهم يبدون كفرسان وجيوش. وهكذا الخُدام يبدو أنهم صغار في أعين أنفسهم والناس، ولكن بالنعمة المُعطاة لهم يُرددون مع بولس الرسول: "لنا هذا الكنز في أوان خزفية ليكون فضل القوة لله لا مِنًا. مُكتئبين في كُل شيء لكن غير مُتضايقين. مُتحيرين لكن غير يائسين. مُضطهدين لكن غير متروكين. مطروحين لكن غير هالكين. حاملين في الجسد كُل حين إماتة الرب يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا. لأننا نحن الأحياء نُسلم دائمًا للموت مِن أجل يسوع لكي تظهر حياة يسوع أيضًا في جسدنا المائت. إذًا الموت يعمل فينا ولكن الحياة فيكم" (2كو4: 7- 12).
** "يصعدون السور كرجال"، والخدمة برجولة تعني: الجهاد والسهر والصوم والصلاة، وعدم التراجع عند المشاكل.
** "يمشون كُل واحد في طريقه ولا يُغيرون سُبلهم. ولا يُزاحم بعضهم بعضًا يمشون كُل واحد في سبيله"، أي الخادم الحقيقي لا يُنافس بقية الخُدام. بل كُل واحد يعرف موهبته ويسير في اتجاه دعوته، كما يقول بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس: "أذكر يسوع المسيح المُقام مِن الأموات مِن نسل داود حسب إنجيلي الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب. لكن كلمة الله لا تُقيًد. لذلك أنا أصبر على كُل شيء مِن أجل المختارين لكي يحصلوا هم أيضًا على الخلاص الذي في المسيح يسوع مع مجد أبدي. صادقة هي الكلمة أنه إن كُنًا قد مُتنا معه فسنحيا أيضًا معه. إن كُنًا نصبر فسنملك أيضًا معه. إن كُنا ننكره فهو أيضًا سينكرنا. إن كُنا غير أمناء فهو يبقى أمينًا لا يقدر أن يُنكر نفسه" (2تي 2: 8- 13).
** "بين الأسلحة يقعون ولا ينكسرون"، لأن الرب معهم، فإنهم يُرنمون مع داود دائمًا قائلين: "الله طريقه كامل. قول الرب نقى. تُرس هو لجميع المُحتمين به. لأنه منْ هو إله غير الرب. ومنْ هو صخرة سوى إلهنا الإله الذي يُمنطقني بالقوة ويُصًير طريقي كاملًا. الذي يجعل رجلي كالإيل وعلى مُرتفعاتي يُقيمني. الذي يُعلم يديّ القتال فتُحنى بذراعي قوس مِن نحاس..... تُمنطقني بقوة للقتال. تصرع تحتي القائمين علىً. وتُعطيني أقفية أعدائي ومُبغضي أفنيهم" (مز18: 30- 37).
** "الرب يُعطي صوته أمام شعبه"، بالضبط كما حدث مع شعب الله في القديم: "وكان الرب يسير أمامهم نهارًا في عمود سحاب ليهديهم في الطريق وليلًا في عمود نار ليُضئ لهم. لكي يمشوا نهارًا وليلًا. لم يبرح عمود السحاب نهارًا وعمود النار ليلًا مِن أمام الشعب" (خر13: 21، 22).
** "لأن صانع قوله قوي"، فكُل جهاد المؤمن وثباته يكون بمعونة الرب لأن الرب قوي.