[walaa farouk]

كان القديس يوحنا المعمدان مليان بالفضايل العظيمة زي النسك والقوة الروحية والإيمان والثبات، لكن من أروع ما في حياته من فضايل
هو إنّه كان نموذج عظيم لحياة الإتضاع الحقيقية!

اتضاعه خلاه يقضي حياته هربان من أنظار الناس
وأمجاد الأرض الباطلة، ولما اتسأل: "انت مين؟"
رد وقال عن نفسه: «أَنَا صَوْتُ صَارِخٍ فِي الْبَرِّيَّةِ:
قَوِّمُوا طَرِيقَ الرَّبِّ، كَمَا قَالَ إِشَعْيَاءُ النَّبِيُّ» (يوحنا 1: 23)
أنا مجرد صوت ..
أنا ولا حاجة! أنا مش العامل ولا الفاعل ولا المؤثر ولا النبي
.. أنا مجرد صوت بيمجد الله!

اتضاعه خلاه يقول: «مَنْ لَهُ الْعَرُوسُ فَهُوَ الْعَرِيسُ،
وَأَمَّا صَدِيقُ الْعَرِيسِ الَّذِي يَقِفُ وَيَسْمَعُهُ فَيَفْرَحُ فَرَحًا
مِنْ أَجْلِ صَوْتِ الْعَرِيسِ. إِذًا فَرَحِي هذَا قَدْ كَمَلَ» (يوحنا 3: 29)
كل نظره ليسوع،
كل شغفه إن مملكة يسوع تكبر وتتأصل وتزيد
، كل فرحه إنه يشوف يسوع وهو جاذب ليه كل نفس بشرية،
وهي متمتعة معاه بالخلاص، علشان كدا قال:
«يَنْبَغِي أَنَّ ذلِكَ (المسيح) يَزِيدُ وَأَنِّي أَنَا أَنْقُصُ» (يوحنا 3: 30)

اتضاعه خلاه ميحاولش ولا بأي طريقة إنه يكون محبوب
ومقبول عند الناس بالرياء والنفاق، مهما كانت سلطتهم ومكانتهم
حتى لو كانوا ملوك! علشان كدا فالرب يسوع قال عنه:
«اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَمْ يَقُمْ بَيْنَ الْمَوْلُودِينَ
مِنَ النِّسَاءِ أَعْظَمُ مِنْ يُوحَنَّا الْمَعْمَدَانِ» (متى 11: 11)
ودا منطقي لأن الله: «أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ» (لوقا 1: 52)